“بجعبة فارغة””.. موفد فرنسي إلى لبنان لأمر طارئ ؟!
في زيارته الثالثة إلى بيروت، يواصل الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، لقاءاته من المسؤولين اللبنانيين، مع استمرار إخفاق كافة الجهود الدولية والمحلية لحلحلة مسألة الفراغ الرئاسي القائمة في لبنان.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، كلير لوجاندر، إن “زيارة المبعوث الفرنسي لبيروت تسعى لوضع حد للمأزق السياسي الذي يشل البلاد، حيث يعمل بالتنسيق مع الشركاء في المنطقة”.
واستبعد مراقبون أن تصل مساع المبعوث الفرنسي لأي نتيجة، حيث سبق وأن فشلت كافة المبادرات الفرنسية في لبنان، إضافة إلى أن القوى السياسية هناك لا تزال متمسكة بمواقفها التي لا يمكن حلحلتها في الوقت الراهن.
واعتبر نشطاء أن “المبعوث الفرنسي لا يحمل جديد للأزمة السياسية في بلاده، بل جاء ليرى ما إن كانت القوى السياسية في لبنان لديها حلول جديدة، خاصة أنه تبنى المبادرة التي قدمها رئيس البرلمان، نبيه بري، والتي تقوم على الحوار لمدة أسبوع، ومن ثم دورات نيابية متتالية حتى انتخاب رئيس الجمهورية”.
وبحسب النشطاء فإن “لودريان حضر إلى لبنان بجعبة فارغة، واتصالاته مع القوى السياسية لم تحرز أي تقدم، فالكل متمسك برأيه، فيما يسعى المبعوث الفرنسي إلى البحث عن مخرج للأزمة القائمة مع توقعات دائمة بالفشل”.
تابعونا عبر فيسبوك
وأكدوا على أن “لودريان يعلم بأن عدم نجاح مبادرة بري يعني دخول لبنان في نفق مظلم إلى المجهول، وهو يراهن على الحس الوطني عند اللبنانيين الذين قد يتجاوبون مع مبادرة الحوار للوصول إلى انتخاب رئيس الجمهورية”، معتقدين أنها “لن تنجح أيضاً”.
ويرى النشطاء أن “ما يحدث مجرد محاولات كسب المزيد من الوقت، لغرض شروط معينة، وفرض مرشح تحت ضغط الفراغ والأزمة الاقتصادية والسـ.ـلاح، والتهويل بالدخول في حرب مع كيان الاحتلال”.
في السياق، اعتبر محللون سياسيون لبنانيون أن “زيارة المبعوث الفرنسي للبنان فسرها البعض بشكل مختلف، هناك من يرى أنها لرفع العتب عن فرنسا، فيما يرى البعض الآخر أنها جاءت للتأكيد على استمرار المبادرة الفرنسية، وأنها بانتظار تغييرات وتعديلات جوهرية تسمح لها باكتشاف خروقات معينة”.
وأشارت مصادر حكومية لبنانية إلى أن “زيارة المبعوث الفرنسي للبنان هي الأخيرة له، إذ ينطلق إلى ملفات أخرى، فيما ينتقل الملف إلى مسؤولين آخرين لفتح أبواب جديدة علّها تثمر في إنجاح المبادرة بعد تعديلات أو تغييرات في الموازين تتوقعها فرنسا، وتسعى لحلحلتها مع السعودية وغيرها من الشركاء في مجموعة الدول الخمس”.
وتقول فرنسا إن مبعوثها سيلتقي مع جميع الجهات الفاعلة السياسية الممثلة في البرلمان المنتخب من الشعب اللبناني، والتي تقع على عاتقها مسؤولية انتخاب رئيس الجمهورية، مؤكدة أن الهدف الرئيسي “التوصل إلى حل توافقي لتجاوز الفراغ المؤسساتي”، وفقا لقناة “العربية”.
وأطلق رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، بتاريخ 31 آب الماضي مبادرة للخروج من مأزق انتخاب رئيس للجمهورية، داعياً إلى حوار في شهر أيلول الحالي لمدة أقصاها 7 أيام، والذهاب بعدها لعقد جلسات مفتوحة ومتتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية.
ويمر لبنان بحالة فراغ رئاسي، بعدما أخفق البرلمان اللبناني خلال 12 جلسة في انتخاب رئيس للجمهورية، خلفاً لميشال عون، الذي انتهت ولايته في 31 تشرين الأول 2022، ولم ينتخب أي مرشح جديد بعد 12 جولة غير حاسمة من التصويت النيابي.
يأتي ذلك في ظل معاناة لبنان، من أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، والتي وصفها البنك الدولي بأنها “الأكثر حدة وقسوة في العالم”.
شاهد أيضاً : “الصين لا تحترمكم”.. بايدن يكشف تفاصيل لقاء جمعه مع بوتين ؟!