الصين تعود إلى سوق النفط السورية
عينت شركة “سينوبك الصينية” للطاقة والكيماويات المملوكة للدولة مديراً جديداً لفرعها بسوريا في 20 تموز الماضي، وأثارت تلك الخطوة الكثير من التكهنات، حيث أتت بعد حوالي عقد من تعليق الشركة أنشطتها في البلد الذي مزقته الحرب، إذ اعتقد البعض أن بكين مستعدة أخيراً لإعادة العمل في قطاع النفط السوري، بحسب موقع العرب.
وتفكر عدة شركات نفط عالمية في العودة إلى السوق السورية.
وتعود محاولة سينوبك الأولية مع قطاع النفط السوري إلى عام 2008، عندما استحوذت الشركة على شركة تنجانيقا للنفط الكندية، مما أدى إلى تشكيل فرعها السوري “أس أي بي سي”.
وتنتج حيازات سينوبك الحالية، التي تشمل حقولاً في شمال شرق سوريا مثل عودة وتشرين والشيخ منصور، مجتمعة 21 ألف برميل من النفط يومياً.
وأجبرت الحرب سينوبك على إنهاء أنشطتها في سوريا عام 2013، لكن يبدو أن إنتاج النفط في الشمال الشرقي “حيث تنتج بعض الجهات المحلية النفط هناك منذ سنوات” قد حفز سينوبك على إعادة النظر في موقفها.
وأفادت التقارير بأن الشركة أرسلت خبراء لمسح ممتلكاتها في عام 2016 ومناقشة مستقبل حقولها مع الإدارة الذاتية التي يقودها الأكراد.
وتعد شركة غلف ساندز بتروليوم البريطانية، التي تمتلك أصولا كبيرة في شمال شرق سوريا، الأكثر نشاطاً إلى حد بعيد.
ولتسريع العودة إلى العمليات دفعت الشركة بخطة من شأنها تخصيص إيرادات من مبيعات النفط لتمويل مشاريع المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء البلاد.
تابعونا عبر فيسبوك
وقال الرئيس التنفيذي لشركة غلف ساندز جون بيل “هذا ليس سياسياً، نحن نحاول إيجاد حل محلي لأزمة إنسانية استمرت فترة طويلة جداً”. وعلى الرغم من الفكرة المنطقية، لم يتم اعتماد المبادرة من قبل الجهات الفاعلة المحلية والإقليمية والدولية الرئيسية، ووصف بيل عدم إحراز تقدم بأنه “مهزلة”. ويمكن القول إن سينوبك تتمتع بنفوذ أكبر من غلف ساندز في المنطقة، لكن ليس من الواضح أن الشركة الصينية يمكن أن تكون أكثر نجاحاً.
وصعبت العقوبات المفروضة على دمشق الاستثمارات المتعلقة بالنفط في البلاد، لكن الشركات الصينية تميل إلى تحمل المخاطر أكثر من أقرانها، كما يتضح من التدفق الكبير للنفط إلى الصين من إيران.
وبالإضافة إلى الفوائد المالية والطاقة للتعامل مع طهران، فإن إجراءات بكين التي تتحدى العقوبات تعزز صورتها كقوة كبرى مستعدة للقيام بأعمال تجارية لا يقوم بها الآخرون.
وتشكل العقوبات مشكلة أيضاً في سوريا لكنها ليست العقبة الوحيدة. في عام 2019 حذرت الولايات المتحدة الشركات من حضور معرض تجاري سنوي في دمشق، قائلة إن المشاركين سيعرضون أنفسهم لعقوبات أميركية محتملة.
ورفض السفير الصيني في سوريا فنغ بياو التهديدات، واصفا المعرض بأنه “مصدر قوة للشعب السوري ونافذة لتطوير الاقتصاد السوري”، وقال إن 58 شركة صينية حضرت المعرض.
وقد تكون الصين على استعداد للمضي قدما على أية حال، حيث إن التوصل إلى اتفاق لن يعزز أرباح سينوبك فحسب، بل سيمهد الطريق لعودة الشركات الصينية الأخرى التي لعبت ذات يوم أدواراً محورية في قطاع النفط السوري، مثل سينوكيم وشركة البترول الوطنية الصينية وفرعها شركة الصين لتكنولوجيا وتطوير البترول.
وعلاوة على ذلك يمكن أن يكون بمثابة حافز لإغراء الشركات الصينية الأخرى باستكشاف الفرص داخل الحدود السورية.
شاهد أيضاً: ارتفاع أسعار الأرز ينذر بمخاطر غذائية !