ما هي دلالات زيارة الرئيس الأسد إلى الصين؟ .. موقع أمريكي يجيب
قرأ موقع “مودرن ديبلوماسي” الأمريكي في تقرير له يوم الثلاثاء، زيارة الرئيس السوري #بشار_الأسد إلى الصين، على أنها انطلاقة نحو شراكة استراتيجية بين البلدين.
وقال الموقع إن الصين تتبع استراتيجية جديدة تحمل في طياتها تحد لأمريكا، عبر تعزيز العلاقات مع الدول غير الصديقة للولايات المتحدة، على غرار سوريا، التي من المقرر أن يزور رئيسها بشار الأسد بكين خلال الأيام المقبلة.
وذكَّر التقرير بأن بكين رحبت مؤخراً بالرئيس يكولاس مادورو، ورفعت مستوى العلاقات مع فنزويلا إلى شراكة استراتيجية، وهو مستوى لا تحظى به سوى ثلاث دول هي “باكستان وروسيا وبيلاروسيا”، ثم تساءل عما إذا كانت سوريا ستنضم لتلك الدول.
تابعنا عبر فيسبوك
وجاء في التقرير أن اهتمام الصين بسوريا متعدد الأوجه، ولا يتعلق فقط بالثروات الاقتصادية، وإنما كدولة مختلفة فكرياً وأيديولوجياً عن دول الشرق الأوسط؛ الأمر الذي يجعلها “أكثر جاذبية”.
واعتبر التقرير أن بروز الصين كقوة مهيمنة على الساحة العالمية، وتطور سياستها الخارجية تجاه سوريا، يعكس مكانتها ونفوذها المتزايدين.
ورغم ذلك، رأى التقرير أن علاقات البلدين، تكشف أنها لم تتطور إلى الشراكة الاستراتيجية، وقد يعود ذلك لدبلوماسية الغموض والعمل من وراء الكواليس التي تفضلها بكين ودمشق بالنظر لظروف كل منهما.
وما يثير الاهتمام بهذا الشأن قلة الزيارات المباشرة بين المسؤولين في كلا البلدين، لكن يبدو أن السفارات لعبت الدور الأهم في تنمية العلاقات وتعزيزها.
وهناك احتمال وارد بأن #الصين هي من تريد ذلك أكثر من سوريا، في ظل توخيها الحذر في تصرفاتها، وحرصها على عدم استعداء الولايات المتحدة دون داع، في وقت تتركز فيه جهودها على مبادرة الحزام والطريق، وفق التقرير.
شراكة اقتصادية
يقول تقرير الموقع إن نجاح بكين في تعزيز التعاون مع العالم العربي، خاصة في أعقاب القمة العربية الصينية في الرياض كان بمثابة حافز لبعض الدول للتقارب مع دمشق، الأمر الذي توج بعودة سوريا إلى الجامعة العربية.
ومن هذا المنطلق، تمثل استضافة الرئيس السوري في بكين لحظة مهمة، وتؤكد تطلع الصين نحو نظام عالمي أكثر عدالة، وفرصة لتعاون سوري – صيني على مستوى رواد لأعمال لإيجاد حلول لتحديات إعادة الإعمار.
وأضاف: “الهدف في النهاية الانتقال من مرحلة التعاون الاقتصادي إلى مرحلة الشراكة الاقتصادية الملموسة التي تشتمل على إنشاء شبكة طرق وخطوط للسكك الحديدية وخطوط أنابيب لنقل الطاقة بين الصين وإيران وسوريا والعراق”.
وبحسب التقرير، تهدف هذه الرؤية، التي اقترحها الرئيس السوري عام 2002، إلى تحويل بلاده إلى مركز عالمي لعبور الغاز وحلقة وصل للتجارة الحرة بين الشرق والغرب، وتتوافق مع مبادرة #الحزام_والطريق التي قدمها الرئيس الصيني عام 2013.
ورأى التقرير أن سوريا يتعين عليها تحديث نظامها المصرفي، واستكشاف آليات للدفع لا تعتمد على الدولار الأمريكي، ويمكنها الاستفادة من خبرات الصين في هذا المجال.
واختتم الموقع تقريره قائلاً: “من الواضح أن ثقة الصين بنفسها ازدادت وهي مصرة على إظهار قوتها ونفوذها وهذا يعطي سوريا فرصة مهمة.. التكهنات تشير إلى احتمال أن تعيد الزيارة المرتقبة للأسد تشكيل التوازن الجيو سياسي في الشرق الأوسط وربما العالم أيضاً”.
شاهد أيضاً: بايدن: «واشنطن لا تسعى لتحويل علاقاتها مع الصين إلى صراع»!