“المواقف تتغير”.. الغرب بدأ يعاني من أوكرانيا ؟!
أظهر تحقيق قامت به صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية حول ما جرى في كونستانتينوفكا، أن الجيش في أوكرانيا هو الذي ضرب السوق وأودى بحياة 16 شخصاً.
وبحسب المقال الذي نشرته الصحيفة، فإن الأدلة التي جمعتها وحللتها، بما في ذلك شظايا الصاروخ وصور الأقمار الصناعية وروايات شهود العيان ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي، تشير بقوة إلى أن الضربة الكارثية نتجت عن صاروخ دفاع جوي أوكراني خاطئ أطلق من نظام صاروخي “بوك”.
وفي أيلول الجاري، تم تنفيذ هجوم صاروخي على سوق مدينة كونستانتينوفكا الخاضعة لسيطرة الجيش الأوكراني. قُتل فيه 16 شخصاً وجُرح 33 آخرين.
ونشرت الصحيفة نتائج تحقيقاتها يوم وصول الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، إلى الولايات المتحدة.
ووصف محللون سياسيون أن “الغرب وصل لطريق مسدود في موازين القوى التي يضطر للاعتراف بها، وخاصة أنه يتعامل مع دولة عظمى وهي روسيا ولها حقوق تاريخية تعمل من أجلها”، وعندما قال بوتين “إننا دخلنا لننهي الحرب وليس لنبدأ الحرب”، وخاصة للدفاع عن الأقليات الروسية الموجودة في المقاطعات الأربعة في الدونباس.
تابعونا عبر فيسبوك
وأضاف محللون أن كل الخيارات التي جربها “الناتو” مدعوماً من الغرب وأمريكا لتغيير ميزان القوى فشل، وخاصة في العملية الأخيرة التي حضّر لها “الناتو” بدعم كبير مالي وعسكري استثنائي بالهجوم المضاد، الذي فشل فشلاً ذريعاً وكبّد الأوكرانيين خسائر كبيرة والذي دفع الكثير من الشباب الأوكراني، ونتيجة لعدم ثقتهم بأنهم سيقومون بتغيير الواقع على الأرض، للهجرة، وهذا أول دليل.
وأشار المحللون إلى أن “الصحافة الأمريكية تقرأ جيداً ما يجري على الأرض، وهناك شعور باليأس لولا أن الغرب الآن يحتاج الى تسوية لحفظ ماء وجهه مع الروس للتخلي عن زيلينسكي”.
وتابع المحللون، “الخيارات المطروحة حالياً لإيقاف الحرب، إما إقصاء زيلينسكي أو قتله كما يتحدث البعض، أو ما يعمل عليه الجمهوريون لإقصاء بايدن ووضع حد لهذه الحرب التي تستنزف العالم كله، أو كما تحدث بايدن بإرسال صواريخ بعيدة المدى لأوكرانيا وهذا يعني أن ساحة المعركة ستتسع وأن الروس ستكون أيديهم مطلقة في الرد بكل الاتجاهات، وبالتالي نكون قد دخلنا في معركة كبيرة ستكون نهاية لكل شيء وبالتالي ليس لمصلحة أحد الاقتراب من هذا الخط”.
وأكد المحللون على أن “الكل يبحث عن تسويات الأمريكي والغرب، والصحافة دائماً تهيئ وتقدم للرأي العام القرارات السياسية ذات التحول السياسي والاستراتيجي، الآن عندما يتحدث الإعلام الغربي والأمريكي أن الجيش الأوكراني هو من يقوم بمثل هذه الأعمال، كما حصل في سوريا”.
واعتقد المحللون أن “الأمريكي الآن يبحث عن حلول تحفظ ماء وجهه، والأوكراني سيدفع الثمن على الأرض بوحدة أوكرانيا التي لم يعد مجال للحديث عنها، حيث تتجه الى التقسيم، الغرب الأوروبي وضع نفسه بإمرة الأمريكي الذي سلبه القرارات الاستراتيجية، وسيدفع ثمنا سياسيا كبيرا”، حسب قولهم.
وفي ما يتعلق بالتعاطي الإعلامي الغربي مع الحرب الروسية الأوكرانية منذ البداية، كان منحازا نتيجة الضغط الغربي الأمريكي والأوروبي، بحسب المحللين.
وختم المحللون بالقول “الآن وبعد أن مضت فترة طويلة على الحرب، بالفعل بدأت تتغير المواقف إلى حد ما وبدأ حدا من الموضوعية والحياد في التعامل مع الحرب، وأن ذلك يتم دائماً في مثل هذه الحروب التي تتم بالوكالة في البداية، الضغط يكون كبيراً من قبل من يخوضون هذه الحرب ومن الإعلام الذي يدافع عن هذه القضية”.
شاهد أيضاً : توقيف مندوب الاحتلال الإسرائيلي بعد كلمة الرئيس الإيراني في الأمم المتحدة