قرار إيطالي يخص ليبيا.. هل تعود الحكاية لسيرتها الأولى ؟!
قرر مجلس الوزراء الإيطالي إعلان حالة الطوارئ لـ”التدخل في الخارج”، ومنها ليبيا نتيجة للأحداث الاستثنائية التي شهدتها الأراضي الليبية من سيول وفيضانات، ما أدى إلى وضع خطير للغاية على سلامة الناس وسلامة الأصول العامة والخاصة”.
وأثار القرار بعض التساؤلات عن أهداف الخطوة وتداعياتها، وما إذا كانت ذريعة للتدخل هناك والتواجد عسكرياً عبر فرق الإنقاذ وغيرها.
وأكدت الحكومة أن قرار التدخل جاء بناء على اقتراح من وزير الحماية المدنية الإيطالي، وأن مجلس الوزراء خصص بالفعل مبلغ 5 ملايين يورو لـ”التدخل من الصندوق الوطني للطوارئ”، بحسب وكالة “نوفا” الإيطالية.
ولم يصدر أي رد فعل رسمي من المسؤولين الليبيين على الخطوة الإيطالية، والتي جاءت في ظل دعوة كل من المجلس الرئاسي الليبي والحكومة المكلفة من البرلمان شرقاً لعقد مؤتمر دولي من أجل إعمار درنة، ومطالبة حكومة “عبد الحميد الدبيبة” بتسييل الأموال الليبية المجمدة بعد مقتل القذافي من أجل الإعمار وهو ما رفضه “الرئاسي”.
تابعونا عبر فيسبوك
وأكد مسؤولون ليبيون، أن “أزمة درنة جاءت بمثابة فرصة إنسانية للعديد من الدول والأطراف المحلية لبناء مواقع سياسية وأمنية واقتصادية وعسكرية جديدة في المشهد الليبي، أما قضايا مثل الغاز والطاقة والاتفاقيات البحرية الاقتصادية والهجرة فهي تلعب دوراً هاماً في تعاطي بعض الدول مع الأزمة في ليبيا ومنها دولة إيطاليا”.
وأشاروا إلى أن “إيطاليا من الدول المتواجدة اقتصادياً بقوة في ليبيا، لذلك سيكون لها دور في المؤتمر الدولي لإعمار درنة، خاصة إذا كانت حكومة الوحدة الوطنية هي من يشرف على هذا المؤتمر ويتلقى الدعم الحاصل منه، كونها حكومة حليفة لروما”، وفق قولهم.
بنما قال آخرون، إن “هذا الإجراء يخص الهجرة غير الشرعية وليس له علاقة بالتدخل العسكري في ليبيا، كون كارثة درنة ربما تفتح أبواب الهجرة على مصراعيها، لأن الجهات الأمنية الليبية مشغولة بالكارثة التي حلت بالمدينة وبالتالي وجود الكثير من المهاجرين الأفارقة في ليبيا، والذين يتحينون الفرصة لركوب البحر باتجاه جنوب أوروبا وبالأخص إيطاليا”.
وتابع المسؤولون الليبيون القول: إنه “من الطبيعي أن تسعى الحكومة الإيطالية إلى حماية حدودها بشتى الطرق، لذا فإن من الأسلم أن تكون هذه الخطوة الإيطالية مرفوقة بخطة أوروبية شاملة وتوافق دولي واسع لحل الأزمة الليبية من جذورها، وليس عبر مجموعة إعانات من الممكن أن تضيع وسط المهاترات السياسية”، وفق تعبيرهم.
وأكد المسؤولون على أنه “قد يتأثر الموقف الدولي بتوجهات إيطاليا وتحالفاتها في المنطقة، ولكن لا يمكننا التنبؤ بالتأثير الدقيق الذي ستكون له هذه العوامل على المؤتمر المذكور”.
شاهد أيضاً : شرط يجعله “طي النسيان”.. ما هي عوائق التطبيع بين السعودية وكيان الاحتلال ؟!