التوقيت في السياسة هو الأساس.. لماذا فشلت “تراس” في بريطانيا ؟!
اعتبر مقال نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” أن التوقيت في السياسة شيء مهم للغاية، بالمقارنة بين الألماني أوتو فون بسمارك، وليز تراس التي شغلت منصب رئيسية وزراء بريطانيا لفترة وجيزة.
ويعتبر المقال أن التوقيت السيء ليس خطأً بسيطاً بل خطأً أساسياً في الحكم، وفي حالة القادة السياسيين، لا يمكن الغفران له.
حيث اعتبر “بسمارك” القائد العظيم ينتظر “خطوات الله” في الأحداث قبل اتخاذ القرار، بينما “تراس” لم تنتظر ما جعلها تفشل في الوصول للحظة المناسبة للعمل.
“تراس” بدورها حاولت كتابة تاريخ فترة رئاستها، مدافعة عن استراتيجيتها الاقتصادية والتي أثرت سلباً على العملة المحلية والأسواق والدين العام، بينما تعتبر الخطأ الوحيد كان في السرعة التي كانت تنفذ بها خططها.
كما أشار المقال إلى أن “تراس” تعتبر أنها دخلت السياسة لـ”إنجاز الأمور” وليس للعلاقات العامة، وبالتالي تعتبر السرعة في التنفيذ “ليست جريمة”.
تابعونا عبر فيسبوك
وانتقد المقال هذه النظرة، مشيراً إلى أن فشل التوقيت لا يمكن اعتباره دفاعاً. يقدم مثالين توضيحيين عن كيفية أن يكون الفشل في التوقيت كارثياً في سياقات أخرى مثل الأعمال والسفر.
وأكد المقال أنه في الأعمال، الخطأ في التوقيت يمكن أن يكون كارثياً مثل فشل الفكرة نفسها. يُذكر مثال فقاعة الإنترنت الأولى، حيث أن العديد من الشركات فشلت ليس لعدم رؤية المستقبل، ولكن لأنها لم تقدر مدى بُعد وصول هذا المستقبل.
وأضاف المقال أن “تراس”، عند الإصرار على أن الخطأ كان في السرعة فقط، تتجاهل النقطة الأساسية، وهي أن خططها كانت تبدو “مثالية حتى تصادمت بالواقع”.
وختم المقال أن الأفكار السياسية لا يمكن أن تعيش في فراغ، ويجب تطبيقها بناءً على واقع اللحظة. وكما فهم “بسمارك”، القادة العظماء يتوقعون الأحداث بدلاً من صنعها.
وخلص المقال إلى أن التوقيت في السياسة، كما في العديد من المجالات الأخرى، يعتبر كل شيء. في معركة الدولة، من الأفضل الالتزام بنهج “بسمارك”.
شاهد أيضاً : أمريكا: لهذا نحن ندعم أوكرانيا ضد روسيا ؟!