آخر الاخباررئيسيسياسة

أمريكا والصين.. حرب الحديد والحرير

الصين تتمدد في الشرق الأوسط، ويكاد نفوذها يصل إلى أوروبا، أمريكا تتحرك لإيقاف التنين قبل أن “ينفث ناره الاقتصادية” من آسيا إلى أوروبا، ويحرق مكاسب السطوة الأمريكية على طول الكوكب وعرضه.

خطة أمريكية ضخمة لمواجهة التمدد الصيني «على بركة» الهند والسعودية، سكك وموانئ وكابلات تربط «الهند بالخليج وأوروبا»، في مواجهة سكك وموانئ وطرق تربط «الصين بالشرق الأوسط وأوروبا».

باختصار: «طريق حديد هندي» في مواجهة «طريق الحرير الصيني».

لعقود بقيت الصين تسير وفق مقولة أحد زعمائها السابقين بأن «اخفوا قدراتكم وتحيّنوا الفرصة»، حتى جاء الزعيم «تشي» وقرر استعراض عضلات بلاده أمام أمريكا والعالم كلّه.. فهل حانت الفرصة؟!.

قادة الرأي والسياسة الأمريكيون بدؤوا منذ فترة ليست بالقصيرة يحذرون من أنَّ الصين تستعد لأخذ مكان الولايات المتحدة في جزءٍ من العالم لطالما هيمنت عليه واشنطن.. وطالبوا بالتصدي!.

عام 2013 أطلقت بكين رؤيتها لمبادرة «الحزام والطريق» لضخ تريليون دولار في شبكات السكك الحديدية والطرق وخطوط الأنابيب والموانئ، التي من شأنها ربط آسيا بأوروبا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.

وصل صدى «طريق الحرير الجديد» إلى دول مهمة في الاتحاد الأوروبي.. لكن الحرب الأوكرانية وموقف الصين منها، جعل أوروبا تعيد حساباتها، وصارت تنظَر إلى المشروع على أنه وسيلة لنشر النفوذ الصيني في الخارج.

الاتحاد الأوروبي لم يقف عند حدّ الابتعاد عن طريق الحرير الصيني، بل أطلق مشروع «البوابة العالمية» لمقارعة بكين وطريقها، واستهدف بشكل خاص أفريقيا، لكن النتيجة جاءت كما قال أحد المسؤولين الغربيين: «أوروبا تُغدِق المليارات على إفريقيا، والكل يتحدث عن الصين فقط»!.

تابعنا عبر فيسبوك

صفقة كبيرة

منذ وصول بايدن إلى البيت الأبيض، ظهر أن أمريكا تقلّص نشاطها في الشرق الأوسط، وكأنه لم يعد أولوية قصوى.. خاصة مع الانسحاب من أفغانستان، وتخفيض عدد القوات الأمريكية في العراق، وبداية رحلة «الانفصال» مع السعودية.

لكن يبدو أن جو بايدن أعاد حساباته وبدأ تصحيحَ العلاقة مع الرياض، قبل أن ينجرف محمد بن سلمان كثيراً باتجاه الصين، لتجعل أمريكا من حالة الجفاء مع السعودية وكأنها «سحابة صيف» وستمرّ!.

إطلاق «ممر اقتصادي» للربط بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا برعاية أمريكية ودور قيادي للسعودية، جاء إيذاناً باستعداد واشنطن لمواجهة اقتصادية كبرى مع الصين وطريقها الحريري.

الأطراف الموقعة على الاتفاق هي: الولايات المتحدة والسعودية والإمارات والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا.

يشمل «الممر» مشروعات للسكك الحديدية وربط الموانئ البحرية، وخطوط لنقل الكهرباء والهيدروجين، وكابلات نقل البيانات.

أمريكا وصفت المشروع بـ«الصفقة الكبيرة الحقيقية»، بينما قالت الهند إنه «سيجعل أحلام الأجيال المقبلة أكبر»، واعتبرت السعودية أنه سيحقق «مكاسب طويلة الأمد لجميع الأطراف».

ما لم ينتبه إليه كثيرون أن «إسرائيل» ستكون في قلب هذا المشروع عبر ربط الخليج مع «فلسطين المحتلة» بشبكة للسكك الحديد، ومن هناك إلى موانئ أوروبا عبر البحر المتوسط.. وستسهل اتفاقات «أبراهام» بالإضافة للتطبيع المحتمل بين السعودية و«إسرائيل» تنفيذ هذا الجزء من المشروع.

بنيامين نتنياهو قال تعليقاً على إطلاق الممر الاقتصادي من الهند إن «إسرائيل في قلب مشروع دولي غير مسبوق وهو مشروع سيربط البنية التحتية بين آسيا وأوروبا».

مركز «ويلسون» في واشنطن يرى أن إطلاق الممر الهندي «سيغير قواعد اللعبة»، وأما أحد دبلوماسيي فرنسا فيقول إنها «مجرّد بداية لقصة طويلة»!.

gwdk

hشاهد أيضاً: القنصل السوري في الرياض.. استعدادات لفتح السفارة رسمياً

زر الذهاب إلى الأعلى