آخر الاخباررئيسيسياسة

“العرب بين احتلالين”.. من الاستعمار إلى الثورات الملونة !

4 قرون من الحكم العثماني في الوطن العربي حوّلت الدولة العثمانية إلى “رجل مريض”، ذاك الرجل وقف عاجزاً أمام قوى الاستعمار الجديد في الحرب العالمية الأولى، التي أطلقت رصاصة الرحمة على الوجود العثماني، في تلك الحرب لم يكن الوطن العربي “الناجي الوحيد”، بل كان الطفل التائه الباحث عن الوجود، فلم يكن من الغرب إلا أن سارع لتقاسم “الكعكة العربية”، ومنذ ذلك الحين إلى اليوم .. بقي العرب يبحثون عن استقلالهم الحقيقي وقرارهم المستقل، لكن دون جدوى !

خلال 4 قرون من الاحتلال العثماني للدول العربية.. ما كان للعرب يوماً أن يحلموا بفكرة “ما بعد الحكم العثماني” على الرغم من الثورات التي خرجت خلال تلك السنوات والتي لم تكن بمجملها ذات قوة بشرية وفكرية ولوجستية يمكن الاعتماد عليها لتحقيق هدف الاستقلال الكامل.

الدولة العثمانية أحكمت قبضتها وعمّقت نفوذها، لذلك كانت نهاية السيطرة العثمانية على المنطقة العربية مباغتة وحاسمة، ولاحقاً جاءت فترة الحرب العالمية الأولى وما تلاها من تسويات لتشكل واحدة من أخطر الفترات في التاريخ العربي الحديث.

«الخريف العربي»

الحرب ‏الأولى انتهت بهزيمة الدولة العثمانية ومن ثم انهيارها وزوالها، بين عامي 1918 و1920 كانت الدول العربية تنفض غبار الاحتلال عنها، وتحلم بتحقيق “الربيع العربي” الذي تكون فيه كل دولة مستقلة بذاتها وبقرارها، كما تكون كل دولة قادرة على استثمار ثرواتها بالطريقة الأمثل، لكن هذه الفترة شهدت خيبة أمل واسعة داخل الوطن العربي.

العصر الجديد لم يكتبه العرب بأيديهم.. فبينما كان العرب ينتشون بالاستقلال بدأت الدول الأوروبية بتقاسم تركة الدولة العثمانية، ‏فيما عرف لاحقاً بمشروع “سايكس بيكو”، فرنسا أضافت سوريا ولبنان إلى ممتلكاتها العربية الواقعة في شمال أفريقيا، ‏بريطانيا سيطرت على مصر وفلسطين وشرق الأردن والعراق، وإيطاليا أحكمت قبضتها على ليبيا.

 

«حرب الحدود»

القوى الأوروبية تولّت رسم الحدود الجديدة لدول الشرق الأوسط، واستمر الأمر إلى نهاية الحرب العالمية الثانية، عندما تراجع دور الإمبراطوريتين الفرنسية والبريطانية عالمياً لصالح الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، منذ ذلك الوقت لم تشهد دول المشرق العربي تغييراً يذكر في حدودها إلا بعد توحيد شطري اليمن عام 1990 على الرغم من حصول جميع الدول العربية على استقلالها
إلا أن هذا الاستقلال لم يكن سوى استقلالاً صوريّاً.

فالدول الاستعمارية تركت دولاً ضعيفة من حيث مقوماتها المادية والاقتصادية، لذلك بقيت هذه الدول رهينة التدخلات الأجنبية والسياسات الاستعمارية إلى اليوم.

«ثروات بيد الغرب»

بعد الاستقلال شهدت معظم الدول العربية نزاعات واضطرابات سياسية وعسكرية، من الكويت والعراق إلى اليمن ولبنان ودول المغرب العربي دون نسيان فلسطين المحتلة، جميع تلك الاضطرابات كانت مفتعلة والهدف الأول منها إبقاء الهيمنة الخارجية على الدول العربية والسيطرة على ثرواتها، كانت الحروب بالوكالة موجهة نحو مصادر الثروات، ولم تكن ثورات الربيع العربي اللاحقة بمنأى عن هذا التوجه.

الوطن العربي لم يكن وحيداً في دائرة الصراع العالمي، دول أفريقيا الفقيرة شهدت أيضاً اضطرابات سياسية وعسكرية منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم، والنتيجة كانت سيطرة أوروبا على مناجم الذهب ومنابع النفط في تلك الدول، فيما لم تكن حرب فيتنام واحتلال أفغانستان واليوم حرب أوكرانيا إلا دليلاً حتمياً على حروب الوكالة في العالم.

شاهد أيضاً: آخر تطورات قضية السيناتور الأمريكي المتهم بتلقي رشوة !

زر الذهاب إلى الأعلى