قصف تركي يستهدف محيط القواعد الأمريكية.. ماذا يجري في الشمال السوري ؟!
للمرة الأولى ومنذ بداية الصراع المحتدم ما بين القوات التركي و”قسد” في الشمال الشرقي السوري، والذي كان مقتصراً على المناطق الحدودية القريبة من الجانب التركي تغير مسيرات تركية على أهداف في مدينة الحسكة ومحيطها مستهدفة “قسد” ومواقعها وقياداتها في مناطق انتشارها.
وبينت مصادر خاصة لـ”كيو ستريت” على أثر تفجير واستهداف مركز أمني في أنقرة منذ عدة أيام، وتبني “حزب العمال الكردستاني” الهجوم، يبدو أن تركيا أطلقت المرحلة الثانية من موجة الاستهداف تجاه الأهداف التابعة لـ”قسد” في الحسكة، والتي تتواجد في عمق لم يصله الطيران المسير التركي من قبل.
وفي الوقت ذاته هي منطقة انتشار للطيران الحربي والمسير الأمريكي والتي تمتد وفق رقعة جغرافية مثلثة ما بين مدينة الحسكة وصولاً إلى مدينة الشدادي جنوباً وناحية الهول شرقاً.
وأكدت المصادر أن الطيران التركي استهدف صباح اليوم أحد أهم مقرات “قسد” في محيط مدينة الحسكة في منطقة صفيا، وتحديداً في منطقة مصانع القرميد والتي تتواجد فيها وحدة عسكرية لصناعة الأسلحة الخفيفة والذخيرة، ويوجد خلفها مركز لقوات الحماية الجوهرية وهي قوات أمنية تتبع لقوات “الأسايش”.
تابعونا عبر فيسبوك
وأشارت المصادر إلى أن دوي ثلاثة انفجارات سمعت في المنطقة تبين أنها ناتجة عن قصف طيران مسير تركي بثلاث صواريخ المكان، تلاه سماع أصوات انفجارات ناجمة عن انفجار الذخيرة الموجودة فيه، فيما سمعت أصوات سيارات الإسعاف تتجه إلى المنطقة في الوقت الذي لا يزال الطيران التركي يجوب المنطقة حتى اللحظة.
وبينت المصادر أن استهداف معامل القرميد سبقه استهداف ليلي لسيارة كان يستقلها عدد من قادة “قسد” المتحدرون من جبال قنديل، والذين كانوا يستقلون سيارة في منطقة غويران، حيث أدى الاستهداف إلى مقتل اثنين منهم وإصابة آخرين بإصابات خطيرة عرف من بين القتلى القيادي “آكري كوباني”.
ولفتت المصادر إلى أن الاستهداف التركي لأهداف في مدينة الحسكة، ما كان ليتم لولا “تنسيق وضوء أخضر أمريكي”، فالقواعد الأمريكية تحيط بالمدينة وطيرانه وقواعد استطلاعه ترصد حركة أي طائرة تعبر المكان، وبالتالي وجود طيران تركي في الأجواء يمكن أن يشكل تهديداً لهذا القوات لولا “التنسيق المسبق بينهم”.
يشار إلى أن ثقل تواجد مقرات قيادة “قسد” ومعسكراتها وقواعدها ومعامل التصنيع لديها موجود في محيط مدينة الحسكة، انطلاقاً من اعتقادها أن وجودها بالقرب من القواعد الأمريكية يحميها من الاستهداف التركي، وبالتالي فإن قدرة الطيران التركي للوصول إلى هذه الأهداف سيغير كثيراً من قواعد اللعبة في المنطقة ويزعزع وجود “قسد”.
شاهد أيضاً : أردوغان يعود للعزف على أنغام “المنطقة الآمنة” في سوريا.. والسبب ؟!