ما تفاصيل الساعات العشر التي صدمت «إسرائيل» ؟!
بعد أيام على إعلان مشروع نتنياهو “الشرق الأوسط الجديد”، شنت فصائل غزة هجوماً خاطفاً ومباغتاً في عمق الأراضي المحتلة، من الجو والبر والبحر مع إطلاق آلاف الصواريخ على المستوطنات، خلال ساعات قليلة سقط مئات القتلى بين الجنود والمستوطنين.
وقال مراقبون، إن أهداف الفصائل من العملية ليست سراً: أولا، الانتقام من “إسرائيل” ومعاقبتها على احتلالها وقمعها واستيطانها غير القانوني وتدنيسها للرموز الدينية في الأراضي المحتلة، وخاصة المسجد الأقصى في القدس؛ ثانياً، استهداف التطبيع العربي مع “إسرائيل” التي تتبنى نظامها العنصري في المنطقة؛ وأخيراً، تأمين تبادل آخر للأسرى من أجل إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من السجناء السياسيين الفلســـ.ــطينيين من السجون “الإسرائيلية”.
المشهد أظهر إلحاق “هزيمة قاسية” بـ”إسرائيل وقادتها المتغطرسين”، والذين كانوا يظنون لفترة طويلة أنهم لا يقهرون، واستخفوا مراراً وتكراراً بأعدائهم. فمنذ الهجوم العربي “المفاجئ” في تشرين الأول 1973، أصيب القادة “الإسرائيليون” المتعاقبون بالصدمة والرعب، مراراً وتكراراً، إزاء ما استطاع الشعب الذي اضطهدوه أن يفعله، وفق المراقبين.
تابعونا عبر فيسبوك
وأضاف المراقبون أنه من الواضح أن “القيادة العسكرية والمدنية الإسرائيلية” لم تتوقع أيضاً العملية الضخمة التي نفذتها فصائل غزة، حيث يمثل نجاحها فشلاً استخباراتياً وعسكرياً “إسرائيلياً” كبيراً. وعلى الرغم من شبكة “الجواسيس الإسرائيلية” المتطورة، والطائرات بدون طيار، وتكنولوجيا المراقبة، إلا أنها لم تتمكن من اكتشاف الهجوم واستباقه.
لكن الضرر الذي لحق بـ”إسرائيل” يتجاوز الفشل الاستخباراتي والعسكري؛ إنها أيضًا كارثة سياسية ونفسية. لقد أظهرت “الدولة” التي لا تقهر أنها ضعيفة وضعيفة وعاجزة إلى حد رهيب، وهو ما لن ينسجم مع خططها الرامية إلى التحول إلى زعيمة إقليمية لـ”الشرق الأوسط الجديد”، بحسب المراقبين.
وأكد المراقبون، أن صور “الإسرائيليين” الذين يفرون من منازلهم ومدنهم سوف تظل راسخة في ذاكرتهم الجماعية لسنوات عديدة قادمة. ربما كان هذا اليوم هو أسوأ يوم في تاريخ “إسرائيل”. إنه “إذلال مطلق”.
ومما لا شك فيه أن “المؤسسة العسكرية الإسرائيلية” ستحاول استعادة المبادرة الاستراتيجية والعسكرية من الفصائل من خلال توجيه ضربة عسكرية كبيرة لها على الفور. وكما فعلت في الماضي، فإنها ستشن حملات قصف واغتيالات شديدة، مما سيؤدي إلى معاناة كبيرة وسقوط عدد لا يحصى من الضحايا في صفوف الفلسـ.ـــطينيين. وكما حدث في الماضي مراراً وتكراراً، فإن هذا لن يقضي على العزيمة الفلسطينيـ.ـــة، حسب رأي المراقبين.
وأشار المراقبون إلى أن هذا السبب، يجعل “إسرائيل” تفكر في إعادة انتشار قواتها العسكرية في المدن والبلدات ومخيمات اللاجئين في جميع أنحاء قطاع غزة والضفة الغربية بحجة القضاء على فصائل غزة والفصائل الأخرى.
وسيكون ذلك خطأ كبيراً. ومن شأنه أن يؤدي إلى حرب غير متكافئة كاملة، وفي هذه العملية، عزل “إسرائيل” كما لم يحدث من قبل. وحتى الزعماء الغربيون، الذين دعموا نتنياهو حتى الآن، معبرين عن المزيد من نفس التضامن المنافق بشكل واضح مع الفصل العنصري “الإسرائيلي”، قد يبدأون في إبعاد أنفسهم عن “الحكومة الإسرائيلية”، وفق ما أكده المراقبون.
وقال المراقبون: إن الرئيس الفلسطيـ.ـني محمود عباس أيضاً “فشل سياسياً”، فهو يحاول الالتزام بالخط الفاصل بين إدانة الاحتلال “الإسرائيلي” والتنسيق الأمني معه. و”لم يعد من الممكن الدفاع عن مثل هذا التوازن”.
شاهد أيضاً : “منهار بالكامل”.. الإعلام العبري يكشف فشل “الموساد” ؟!