آخر الاخباررئيسيسياسة

4 أيام على طوفان الأقصى .. زلزال قلب المعادلات العسكرية رأساً على عقب؟!

السيطرة على ثكنات عسكرية وأسر عشرات الجنود والمستوطنين، قتل مئات المستوطنين وتدمير البنى التحتية للاحتلال، وجعل كامل المستوطنات بما فيها «تل أبيب» تحت النار، هو سيناريو لم يكن يتوقعه أحد بين قادة الاحتلال في أسوأ كوابيسهم.

كيف حدث كل ذلك خلال يوم واحد فقط ؟

منذ أشهر تجتاح الكيان مظاهرات حاشدة تطالب بالإصلاح الاقتصادي، تبعها أزمة التعديلات القضائية التي كان جيش الاحتلال جزءاً أساسياً فيها، بعد رفض ألوية الاحتياط الالتحاق بالخدمة العسكرية، جاء ذلك وسط أزمة سياسية خانقة اعتبرها البعض مقدمة لـ «حرب أهلية».

الأزمة السياسية ترافقت تراجع قدرات جهاز الموساد، بالمقابل كان جيش الاحتلال يصدّر أزماته الداخلية للخارج، بغارات «عبثية» في سوريا واستهدافات «عشوائية» في غزة، في حين كانت فصائل غزة تعزز قدراتها وتطور أدواتها، بينما كانت العمليات الخاطفة في الضفة تشتت أنظار العدو وتستنزف قدراته.

ساعة الصفر

لم تكن العملية محدودة أو مجرد ضربات صاروخية على مستوطنات الغلاف، بل هجوم واسع من البر والبحر والجو

عنصر المباغتة كان العامل الأقوى في المعركة، ونجحت الفصائل في تحقيق أهدافها قبل أن يستفيق العدو من الصدمة، والأسرى أصبحوا في مكان آمن ينتظرون المفاوضات لمعرفة مصيرهم.

العملية أدخلت الاحتلال في حالة من الصدمة الكبيرة، لتعلن «تل أبيب» للمرة الأولى منذ عام 1973 «حالة الحرب».

تابعونا عبر فيسبوك

«حالة الحرب» تعني استدعاء قوات الاحتياط إلى الخدمة سريعاً، ووضع جميع الموارد تحت تصرف جيش الاحتلال، وهو ما لم يحدث من قبل، ما يشير إلى عمق الصدمة التي سببتها عملية «طوفان الأقصى».

«الحالة» تسمح أيضاً لقيادة الجبهة الداخلية بتقييد التجمعات، إضافة إلى إغلاق المؤسسات الحكومية والمدارس، مع منع الوزراء والضباط بالإدلاء بأيّ تصريح إعلامي.

الطوفان أغرق الاقتصاد “الإسرائيلي”

مع استمرار هجوم فصائل غزة، بدأت تنكشف الخسائر الاقتصادية تباعاً، حيث بلغت قيمة الأضرار التي لحقت بالممتلكات خلال الساعات الأولى من انطلاق عملية «طوفان الأقصى» 30 مليون دولار، في حين تراجع سعر صرف الشيكل إلى أدنى مستوياته مقابل الدولار منذ 2016.

«بنك إسرائيل» باع أكثر من 30 مليار دولار للأسواق، للحفاظ على سعر صرف الشيكل من التقلبات الناجمة عن الحرب، وسط تأثر قطاعات التأمين والاستثمار والإنشاءات والبنوك «الإسرائيلية».

هجوم فصائل غزة أدى لإيقاف الرحلات الجوية إلى الأراضي المحتلة، شركات أمريكية وأوروبية وآسيوية ألغت رحلاتها إلى «تل أبيب»، في حين أغلقت المدارس ومَنحت العديد من الشركات العاملين بها إجازة، كما أغلقت معظم المتاجر باستثناء محلات المنتجات الغذائية والصيدليات.

الأراضي المحتلة تشهد نقصّاً حادّاً بالمنتجات الطازجة، خاصة الدجاج والخضار والفواكه والخبز، في وقت تواجه شبكات التسوق نقصاً كبيراً في القوى العاملة، وتوقف حقل «تمار» عن إنتاج الغاز بشكل كامل.

“إبادة جماعية”

يبدو أن حكومة الاحتلال تحاول استغلال «طوفان الأقصى» كذريعة، من أجل تنفيذ عمليات قتل جماعي وحصار خانق لقطاع غزة.

طائرات الاحتلال نفذّت غارات مكثفة ضد الأبراج السكنية، عشرات المدنيين كانوا ضحايا للقصف العشوائي على غزة، كما أمرت حكومة الاحتلال بقطع إمدادات المياه عن القطاع على الفور.

وزير الحرب “الإسرائيلي” يوآف غالانت قال: “أمرنا بفرض حصار كامل على غزة لا كهرباء ولا طعام ولا وقود، فنحن نحارب حيوانات بشرية”.

حصار غزة ترافق مع قطع دول غربية مساعداتها للقطاع، ألمانيا والنمسا أعلنتا تعليق المساعدات الإنسانية بشكل كامل، ما يعني تعريض مئات الآلاف من المدنيين لخطر «الإبادة».

الغرب لم يحرك ساكناً في السابق لإيقاف اعتداءات الاحتلال على غزة، لكنّه اليوم يجيّش كل إمكاناته لحصار المدنيين في القطاع، وكل ذلك بحجة «دفاع الكيان عن نفسه».

شاهد أيضاً: كل صاروخ من غزة يكلف الكيان هذا المبلغ ؟!

زر الذهاب إلى الأعلى