الاجتياح البري لقطاع غزة.. الداخل مفقود والخارج مولود ؟!
في الوقت الذي تتحضر فيه قوات الاحتلال “الإسرائيلي” لشن هجوم بري واسع على قطاع غزة إبان انطلاق عملية “طوفان الأقصى”، والتي وعد فيها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بأنه “سيتردد صداها لأجيال”، يبدو أن مصاعب جمة تنتظر الرد “الإسرائيلي”.
حيث ستشن قوات الاحتلال بـ”هجوم مضاد” عبر متاهة من المباني الشاهقة، مليئة بالحاميات المخفية والممرات المفخخة. في كل طابق من كل مبنى، يمكن أن يكون هناك تهديد. وتحت هذه المدينة، هناك أميال من الأنفاق لا تخفي مقاتلي الفصائل فحسب، بل أيضاً ما يصل إلى 150 رهينة “إسرائيلية”.
يقول نورمان رول، الرئيس السابق لعمليات وكالة المخابرات المركزية “ضد” إيران: “ستكون هذه واحدة من أصعب العمليات العسكرية في العقود الأخيرة، وتتجاوز التحديات التي واجهناها في العراق”، مضيفاً “إن المنطقة الحضرية في غزة مزدحمة وكبيرة، ولكن بها أيضاً عدد كبير من المباني متعددة الطوابق التي يجب تطهيرها من الأسلحة والمقاتلين الذين لا يرتدون الزي الرسمي، ويتعين علينا أن نسلح أنفسنا لمواجهة الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين والعسكريين”.
وتطرح عملية غزة تحديين مؤلمين، ويبدو أنهما في صراع مأساوي: فيجب على “إسرائيل” أن تستعيد “قوة الردع” ضد أعدائها – في غزة والضفة الغربية ولبنان وإيران – بعد الهجوم المفاجئ الذي وقع يوم السبت، بحسب ما قاله نورمان رول.
تابعونا عبر فيسبوك
وأضاف رول، أنه في الوقت نفسه، يتعين عليها أن تقلل من الخسائر في صفوف المدنيين وأن تنقذ حياة أكبر عدد ممكن من الرهائن، وهذا يبدو وكأنه مهمة مروعة مستحيلة ولا يمكننا أن نعرف كيف سينظم القادة “الإسرائيليون” هجومها، ولكن التعليقات العامة تشير إلى أن الأولوية هي لـ”سلامة إسرائيل نفسها، وليس الأفراد”.
وقال الجنرال دان جولدفوس، قائد “قوات المظلات”، يوم الثلاثاء: “الشيء الأكثر أهمية هو أن نعلم الجانب الآخر أنه لا توجد طريقة يمكنهم من خلالها القيام بذلك دون أن نغير الواقع”.
”ما هي المفاجآت الأخرى التي تواجههم؟” يتساءل مسؤول أمريكي سابق “لكي يخططوا لهذا جيداً، ولهذه المدة الطويلة، يجب أن تكون هناك خطوة أخرى نحو ذلك”، ويرى أن فصائل غزة ربما توقعت أن “إسرائيل” ستهاجم القطاع انتقاماً للهجوم المروع فما هي الدفاعات التي أعدوها؟
ووفقاً لمسؤول غربي، فإن أجهزة المخابرات الأردنية ومصر أعطت “إسرائيل” تحذيراً قاتماً، وأفاد عملاءهم داخل غزة أن فصائل غزة أعدت عبوات ناسفة وأسلحة مضادة للدبابات ودفاعات أخرى على طول طرق الاقتراب من القطاع، وفقاً لهذا المصدر.
وتعتبر حرب المدن نوعاً وحشياً بشكل خاص من الصراعات، حيث تنطوي على صعوبات تربك حتى أكثر الجيوش احترافية، بحسب “واشنطن بوست” الأمريكية.
وأضافت تقارير إعلامية، أنه من المحتمل أن تحاول “إسرائيل” “قطع رأس” قيادة الفصائل. كان هذا هو هدف غزو كانون الثاني 2009، لكن الرأس نما مرة أخرى بسرعة.
وقد تساعد التكنولوجيا أيضاً في “العثور على الرهائن وإنقاذهم”، ولكن هذا سيكون صعباً، وسيكون العثور على مكان إخفائهم أمراً صعبًا وخطيراً، وفق تقارير صحفية.
شاهد أيضاً : “طوفان الأقصى” تضرب ثقة الإسرائيليين بجيشهم