آخر الاخباررئيسيسياسة

كيف ستبدو الحــ.رب الشاملة في “الشرق الأوسط” ؟!

بعد مرور ما يقرب من 50 عاماً على اليوم الذي تلا اندلاع “حرب 6 تشرين”، تعرضت “إسرائيل” مرة أخرى لضربة قوية من هجوم مفاجئ.

وبحسب صحيفة “The Sydney Morning Herald” الأسترالية، “هذه المرة، فصائل غزة، الحاكمة الفعلية للقطاع المغلق، وليس الجيشين المصري والسوري، هي التي أعادت الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلى مركز الاهتمام العالمي. إن ترددات هجوم الفصائل والرد العسكري الإسرائيلي أصبحت محسوسة الآن خارج حدودها، وسط مخاوف في كل أنحاء الشرق الأوسط من أن المنطقة سوف تغرق في حرب أوسع نطاقاً يمكن أن تجذب الفلسطينيين في الضفة الغربية، والأردن، ومصر، والمقـــ.اومة من لبنان، وفي سوريا وإيران. كما وتخشى دول الخليج العربية أيضاً من أن يتأثر أمنها الداخلي بالعنف”.

وتابعت الصحيفة، “طلب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي حذر يوم الخميس الجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى من “استغلال” الأزمة لمهاجمة “إسرائيل”، من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتخاذ خطوات لتجنب سقوط ضحايا بين المدنيين. ومن المتوقع على نطاق واسع أن تقوم حكومة الوحدة التي شكلها نتنياهو حديثاً بشن غزو بري على قطاع غزة في الأيام المقبلة.. وقال بلينكن: “لدى “إسرائيل” الحق، بل والالتزام، بالدفاع عن نفسها وضمان عدم تكرار ذلك أبدا مرة أخرى”، في إشارة إلى التوغل القاتل الذي شنته الفصائل من غزة في نهاية الأسبوع”.

وأضافت الصحيفة، “قامت إسرائيل هذا الأسبوع بفرض حصار كامل على قطاع غزة، الذي يسكنه 2.3 مليون نسمة، من خلال قطع المياه والغذاء والوقود.. وقالت سلطات غزة إن أكثر من 1400 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، قتلوا وأصيب أكثر من 6000 آخرين نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية. وفي أعقاب الهجمات التي شنته الفصائل، ظهرت بوضوح الانقسامات في التصورات الإقليمية. وانتقدت الإمارات والبحرين الفصــ.ائل، وأعربتا عن حزنهما على الخسائر في الأرواح من الجانبين وشجعتا على دعم الحوار. من جانبها، سلطت السعودية الضوء على الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، لكنها شجعت أيضاً على وقف التصعيد وحماية حياة المدنيين. أما قطر والكويت وعمان فانتقدوا “إسرائيل” بسبب انتهاكاتها للقانون الدولي والحقوق الفلسطينية. ومن جانبها أعربت مصر، التي تعاني بالفعل من عدم الاستقرار على حدودها مع غزة، عن دعمها للسلام العادل والدولة الفلسطينية”.

وبحسب الصحيفة، “قال ماركوس شنايدر، الذي يرأس مشروع مؤسسة فريدريش إيبرت الإقليمية للسلام والأمن في الشرق الأوسط ومقره ألمانيا، إنه في أسوأ السيناريوهات، تواجه إسرائيل حرباً على عدة جبهات. لكنه شكك في فكرة أن هجوم الفصائل كان بالتنسيق الوثيق مع إيران، وقال شنايدر إن الحاجة إلى السرية للحفاظ على عنصر المفاجأة تتعارض مع ذلك. وتابع قائلاً: “لقد تصرفت الفصائل دائماً بشكل مستقل، وعلى الرغم من الدعم الحالي من طهران، كان هناك العديد من التقلبات في العلاقات بين الجمهورية الإسلامية والمنظمة الفلسطينية”، مضيفاً أن أيّ تخطيط منسق كان من المحتمل أن يتضمن توجيه ضربة متزامنة من قبل المقـــاومة على الجبهة الشمالية”.

وتابعت الصحيفة، “وقال شنايدر: “على الرغم من أن المقــ.اومة مدجج بالسلاح، لكنه، في نظر العديد من المراقبين، ليس مستعدةً بعد للحرب الكبرى، مع الأخذ في الاعتبار الجراح التي خلفتها عملياتها في سوريا”.

تابعنا عبر فيسبوك

وأضاف: “ومع ذلك، فإن الدخول المحتمل في الحرب هو حالياً العنصر المركزي الذي من شأنه أن يحول صراع غزة المحدود إقليمياً إلى حريق إقليمي”.

وقال شنايدر إن “إسرائيل مستعدة لحرب على جبهتين، وقد قامت بسرعة بنقل قواتها ومعداتها إلى الجليل. وحدث بالفعل تبادل للقصف المدفعي عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية، على الرغم من أن الجانبين يبدو أنهما يحاولان حتى الآن احتواء الأعمال العدائية”.

وأضافت الصحيفة، “في حين أن المقـــ.اومة لم تتخذ قراراً نهائياً بعد، إلا أنه بمجرد بدء الهجوم البري في غزة، فإن “الضغط لتوفير التضامن الإسلامي مع “الإخوة” في فلسطين سوف يتزايد بشكل كبير”، على حد تعبير شنايدر.

وأضاف أنه إذا أصبح التدمير الفعلي للفصائل عاملاً عسكرياً وسياسياً واضحاً، فقد يؤثر ذلك مرة أخرى على الحسابات في لبنان. وأعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، أنه أسقط 6000 قنبلة على أكثر من 3600 هدف في قطاع غزة الذي تسيطر عليه الفصائل. وذكر التلفزيون الرسمي السوري أيضاً أن إسرائيل قصفت المطارين الرئيسيين في البلاد، في العاصمة دمشق ومدينة حلب الشمالية”.

وبحسب الصحيفة، “في الواقع، نادراً ما تعترف إسرائيل بالهجمات التي تشنها في سوريا، لكنها نفذت مئات الضربات داخل المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في السنوات الأخيرة، واستهدفت في كثير من الأحيان منشآت تقول إنها مرتبطة بالحرس الإيراني والجماعات المتحالفة معه. من جانبه، ناقش ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الصراع عبر الهاتف مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في ما صورته الرياض على أنه محاولة لمنع انتشار الحرب بين إسرائيل والفصائل. وكان هذا أول اتصال من نوعه منذ سنوات. وقال بن سلمان، الذي جاءت مكالمته مع رئيسي بعد الجهود الأخيرة لتطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، إن المملكة “تتواصل مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية لإنهاء التصعيد الحالي”، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية. وقال رئيسي إن إيران والمملكة العربية السعودية، “باعتبارهما لاعبين رئيسيين في المنطقة، يجب أن يدافعا عن الأمة الفلسطينية المسلمة والمضطهدة في هذا الوقت الحرج، وفقاً لبيان صادر عن طهران”.

وتابعت الصحيفة، “تتصاعد حدة التوترات أيضاً في الضفة الغربية المحتلة حيث تقول السلطات إن نحو 30 فلسطينياً قتلوا في الأيام الأخيرة. وقال نيكولاس بلانفورد، وهو محلل بارو في برامج الشرق الأوسط بالمجلس الأطلسي في بيروت، إنه إذا اندلعت الحرب مع المقــ.اومة، فسيتعين على إسرائيل إرسال عدد كبير من القوات البرية للتوغل في عمق لبنان بتكلفة حتمية تتمثل في خسائر بشرية كبيرة. وأضاف أنه مع هجوم الفصائل غير المسبوق والمميت على جنوب الأراضي المحتلة ورد الأخيرة العقابي على غزة، دخل الصراع العربي الإسرائيلي “مياه مجهولة وخطيرة للغاية كما ولا يمكن التنبؤ بها”.

وتابع قائلاً: “إن شن هجمات جوية وبرية كبيرة في غزة ولبنان في وقت واحد سيكون بمثابة دعوة صعبة للحكومة الإسرائيلية، خاصة أنها لن تقتصر على لبنان وإسرائيل فقط”.

وأشار بلانفورد إلى أن “الحرب مع المقــ.اومة ستتحول إلى حرب إقليمية مع انفتاح الجبهة السورية واحتمال وقوع هجمات من العراق واليمن وحتى إيران”.

وأضافت الصحيفة، “قال بول سالم، الرئيس التنفيذي لمعهد الشرق الأوسط، إن الولايات المتحدة والقوى الأخرى يجب أن تعمل على تجنب اتساع نطاق الصراع ومحاولة إنهاء هذه الجولة الأخيرة من القتال بين غزة وإسرائيل.

وتابع قائلاً إنه عندما تنهي إسرائيل عملياتها في غزة، فمن المرجح أن تظل الفصائل قائمة، وأنه سيتعين على إسرائيل والفصائل الدخول في مفاوضات لمناقشة تبادل الأسرى والاتفاق على ترتيبات أمنية جديدة على طول الحدود بين إسرائيل وغزة.

وقال سالم: “في هذه الأثناء، سيموت آلاف آخرون، وسيصبح مئات الآلاف من المدنيين عالقين في مرمى النيران وسيحتاجون إلى مساعدات إنسانية مكثفة”.

شاهد أيضاً: ماذا لو تحوّل “طوقان الأقصى” إلى حرب إقليمية ؟!‏

زر الذهاب إلى الأعلى