“طوفان الأقصى” يبعث القلق في أروقة “الناتو”.. والسبب ؟!
في وقت يحاول فيه “الناتو” المساعدة في تعزيز صناعة الدفاع عبر الأطلسي، لإنتاج المزيد من الذخيرة والقنابل الذكية، ترك هجوم فصائل غزة والذي اخترق الجدار الحدودي مع مستوطنات الاحتلال “الإسرائيلي”، ترك البعض في تحالف “الناتو” يشعرون بالقلق من الاعتماد بشكل كبير على “الذكاء الاصطناعي”.
وتقول مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، إنه قبل أسبوع واحد فقط من اختراق الفصائل للسياج الحدودي بين قطاع غزة والمستوطنات، كان جنرال “إسرائيلي” يُطلع أكبر ضابط عسكري في حلف “الناتو” على دفاعات البلاد المتطورة.
وأثناء سيرها عبر معسكر “رعيم” في جنوب الأراضي المحتلة، أطلعت قوات الاحتلال “الإسرائيلي” الأدميرال روب باور، الرئيس الهولندي للجنة العسكرية لحلف “الناتو”، على كل ما حشدوه على طول الحدود البالغة 32 ميلا لوقف أي تسلل للحدود.
وشملت التحشيدات الطائرات بدون طيار، والكاميرات، والروبوتات، فضلاً عن جدار طويل يمتد عميقاً في الأرض، وأجهزة استشعار للزلازل لمعرفة ما إذا كان أي شخص يحفر نفقاً تحته.
تابعونا عبر فيسبوك
وبحسب “فورين بوليسي”، بدا باور مذعوراً من الطريقة التي تهربت بها فصائل غزة من نظام المراقبة “الإسرائيلي” المتطور.
وأضافت أنه “بالنسبة لحلف شمال الأطلسي، الذي يكثف جهوده في مجال الذكاء الاصطناعي، والدفاع السيبراني، والتكنولوجيا الجديدة التي يمكنها ربط قادة التحالف في بلجيكا مع الرماة على حدود الجهة الشرقية مع روسيا، كانت الهجمات في إسرائيل بمثابة دعوة للاستيقاظ”.
وقال باور في مقابلة أجريت معه الخميس الماضي، على هامش اجتماعات وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي: “لم يكن هناك أي تحذير” في إشارة لهجوم فصائل غزة.
ولم يكن أي من مسؤولي الناتو والدبلوماسيين الأمريكيين والأوروبيين الذين تحدثت إليهم “فورين بوليسي”، والذين يزيد عددهم عن ستة، يقفز إلى استنتاجات حول كيفية حدوث ذلك.
لكن الصدمة الناجمة عن الهجوم، وفشل وكالات الاستخبارات في كل من الولايات المتحدة و”إسرائيل” في التقاط علامات الهجوم، دفعت إلى إجراء محاسبة ذاتية جماعية في جميع أنحاء مقر “الناتو”، بحسب المجلة الأمريكية.
وتحدث مسؤول عسكري من بلدان الشمال الأوروبي، لـ”فورين بوليسي”: “التركيز تحول”، في الوقت الذي كان فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يزور مقر الحلف في بروكسل لعرض لحشد الدعم لبلاده في الحرب مع روسيا، والتي اندلعت في شباط 2022.
“كيف يمكننا أن نجمع بين البشر والبرمجيات لإنشاء تأثير معزز دون أن نفقد السيطرة على الموقف؟” يتساءل مسؤول كبير في الناتو، شريطة عدم الكشف عن هويته بناءً على القواعد الأساسية التي وضعها الحلف.
ويبذل حلف شمال الأطلسي قصارى جهده في استخدام التكنولوجيات المتقدمة، ويستفيد من الشركات الناشئة والقطاع الخاص لتعزيز قدراته في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمية، والاستشعار، والمراقبة.
ولكن كما أظهر الهجوم المفاجئ على “إسرائيل”، فإن الحلول ذات التكنولوجيا المنخفضة يمكن أن تحبط حتى الجيوش ذات التكنولوجيا المتقدمة.
وذكرت المجلة الأمريكية أن “فصائل غزة تستخدم تكتيكات غير نظامية، مثل تجريد أنابيب المياه من الأرض وتحويلها إلى صواريخ، وحفر الأنفاق، وشراء طائرات بدون طيار جاهزة للاستخدام”.
شاهد أيضاً : “اتفاق مؤقت”.. ماذا بعد إخراج “الأجانب” من غزة ؟!