الملابس المستعملة في سوريا ملاذ الفقراء.. خبير يكشف: “أمر ليس بجديد”
وقفت “سناء اليعقوب”، مدرسة انكليزي، في العقد الرابع من عمرها، مع مجموعة من النساء، أمام إحدى طاولات محلات الملابس المستعملة في منطقة سوق “الشيخ سعد” بدمشق، يفتشن عن ثياب تناسب أذواقهن، وكانت تمسك طفلها بيدها، بينما يتصبب منها العرق ، متحملة المشقة من أجل إتمام عملية شراء واحدة.
تقول “سناء” (أم لـ3 أطفال)، إنها اعتادت القدوم إلى اسوق لشراء احتياجات أسرتها من الملابس المستعملة، وعزت موقفها لأسباب عدة، أهمها الجودة التي تميز الخامات، إضافة إلى بلد المنشأ، فمعظم القطع أوروبية الصنع، مبينة في تصريح لـ “كيو بزنس” تعد الأسعار مقبولة بالمقارنة مع الملابس السورية ذات الجودة السيئة فالمنتج المحلي لا يمكنه الدخول في منافسة مع المستورد، لعدم الاهتمام بالخامات المستخدمة خلال عملية تصنيعه.
شهدت سوق الألبسة المستعملة المعروفة في سوريا بالبالة إقبالاً كبيراً عليها، وذلك لرخص ثمنها مقارنة مع نظيرتها الجديدة، التي بات شراؤها ضرباً من الإسراف والبذخ والترف، وسط تراجع قدرة السوريين الشرائية وعجز عدد كبير منهم على شراء ملابس جديدة بسبب ارتفاع الأسعار خمسة أضعاف تقريباً.
تابعنا عبر فيسبوك
يؤكد الخبير الاقتصادي الدكتور “علاء إبراهيم” في “جامعة تشرين”، بيع الألبسة المستعملة في سوريا ليس بجديد ، فلا يخلو سوق من وجود عدد من بسطات البالة، ولكن شهدت رواجاً وازدهاراً كبيراً خلال السنوات الماضية، وهذا مؤشر واضح على ارتفاع معدلات الفقر، لافتاً في تصريح لـ “كيو بزنس” في ظل تراجع الوضع المعيشي واختلاف الأنماط الإستهلاكية، بات بعض الناس يبيعوا الفائض من ملابسهم في البازارات للحصول على مردود مادي.
وأضاف “الإبراهيم”، عززت العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا تراجع الألبسة الجديدة محلية الصنع، فهي غير قادرة على استراد المواد الأولية من خيوط وأنسجة وغيرها، أدى إلى انخفاض صناعة الملابس المحلية.
شاهد أيضاً: تجار عرب يشترون الذهب السوري الموجود في سوق دبي !