صدمات نفسية وانتحـار جنـود أمريكيين بعد عودتهم من سوريا
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تحقيقاً، قالت فيه إن عددا من الجـ.ـنود الأمريكيين انتحـ.ـروا نتيجة اضطرابات نفسية ناتجة عن المعـ.ـارك التي خاضوها في سوريا.
وقالت الصحيفة إن العديد من أفراد القوات التي أُرسلت إلى سوريا بين عامي 2016 و2017 عادوا إلى الولايات المتحدة مصابين بالكوابيس ونوبات الذعر والاكتـ.ـئاب والهلوسة، وتحولوا إلى أشخاص غريبي الأطوار، وبات البعض منهم بلا مأوى، وانتحر عدد لافت منهم وآخرون حاولوا ذلك.
وأضافت أن الجيش الأمريكي اعتمد على أطقم مدفعية أطلقت قذائف شديدة الانفـ.ـجار بشكل مكثف أكثر من أي وقت مضى خلال الحرب على تنظيم الدولة، حيث “نجحت هذه الإستراتيجية على النحو المنشود”.
تابعنا عبر فيسبوك
وبينت أن الجنود منحوا صلاحيات واسعة في استخدام القـ.ـوة النـ.ـارية الثقيلة، وفي كثير من الأحيان خرقوا القواعد ليس لاستهداف مواقع العدو فحسب، بل أيضاً المساجد والمدارس والسدود ومحطات الطاقة.
كما أكد أفراد من طاقم المدفعية أن فرقة العمل أمرتهم في أحيان أخرى بإطلاق النـ.ـار بنمط شبكي باتجاه الرقة، دون أي هدف محدد لمجرد إبقاء العـ.ـدو في حالة تأهب.
وأشارت إلى أن إبقاء عدد القوات الأمريكية المشاركة عند الحد الأدنى، كان يعني أن على كل طاقم مدفعية إطـ.ـلاق آلاف القـ.ـذائف وهو ما حدث الفعل، حيث أطلقت بعض القوات أكثر من 10000 قـ.ـذيفة في بضعة أشهر فقط، وهو عدد أكبر بكثير من القـ.ـذائف التي أطلقها أي طاقم مدفع أمريكي على الأقل منذ حـ.ـرب فيتنام.
ونتيجة لذلك ظهرت على العديد من أفراد أطقم المدفعية أعراض مدمـ.ـرة ومحيرة، بما في ذلك مشاكل في الذاكرة والتوازن والغثيان والتهيج والإرهاق الشديد، ولأن الجيش اعتقد أن موجات الانفـ.ـجار كانت آمنة، فقد فشل مراراً وتكراراً في التعرف على ما كان يحدث للقوات، حيث تمّ فحص الطواقم بحثاً عن علامات إصابات الدماغ لكن تلك الفحوصات كانت مصممة لاكتشاف آثار انفـ.ـجارات أكبر بكثير، كالتعرض لهجمات العـ.ـدو وليس التعرض المتكرر لموجات الانفـ.ـجار من إطـ.ـلاق النـ.ـار الروتيني.
وبدلاً من ذلك، كان يُقال للجنـ.ـود في كثير من الأحيان إنهم يعانون من اضطراب نقص الانتباه، أو الاكتـ.ـئاب، أو اضطراب ما بعد الصدمة، ووصف للعديد منهم أدوية ذات تأثير نفسي قوي، جعلت من الصعب عليهم القيام بوظائفهم، وفشلت في تقديم الكثير من الراحة.
ومع تدهور الأداء الوظيفي تم تجاوزهم للترقية أو معاقبتهم لسوء السلوك وأُجبر البعض على ترك الخدمة مع التسريح العقابي، وقطعوا عن الرعاية الصحية للمحاربين القدامى.
وقد امتدت مشاكلهم إلى الحياة المدنية، مما أدى إلى تدمير الحياة الزوجية للبعض، وجعل من الصعب عليهم الاحتفاظ بوظائفهم، ما دفع بالكثير من الجـ.ـنود السابقين إلى إنهاء حياتهم منتـ.ـحرين.
شاهد أيضاً: خلاف يتفاقم.. علاقة روسيا بـ”إسرائيل” على المحك بسبب سوريا ؟!