“وقف إنساني أم هدنة”.. هل تنجح الجهود الأممية في وقف نزيف الدم في غزة ؟!
في ظل تواصل الجهود الدولية والأممية للوصول إلى هدنة ووقف لإطلاق النار في قطاع غزة، ترفض الولايات المتحدة الأمر مشددة على “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، بينما تدفع واشنطن بدلاً عن ذلك إلى “وقف إنساني” لإطلاق النار.
وبحسب الدليل العملي للقانون الإنساني، يعتبر وقف إطلاق النار اتفاقاً ينظم وقف “جميع الأنشطة العسكرية لفترة زمنية معينة في كامل منطقة النزاع أو جزء منها. ويُعتمد لأغراض عسكرية استراتيجية أو حتى إنسانية”، وقد يتم إعلانه من جانب واحد، أو عبر التفاوض عليه بين أطراف النزاع.
ويستخدم مصطلح الهدنة أحياناً، للدلالة على وقف النار على الرغم من أن له معنى مختلفاً قليلاً، إذ تعتبر الهدنة اتفاقية عسكرية، الغرض الأساسي منها تعليق الأعمال العدائية على مسرح الحرب بأكمله، وعادة لفترة غير محددة من الزمن.
ولا تمثل الهدنة أو وقف إطلاق النار نهاية للأعمال العدائية، بل مجرد هدنة “أي تعليق مؤقت للأعمال العدائية”، علاوة على ذلك، فهي لا تعكس نهاية قانونية لحالة الحرب.
تابعونا عبر فيسبوك
أما “وقف النار الإنساني” الذي تنادي به واشنطن، فيقتصر على إيقاف الهجمات والضربات العسكرية مؤقتاً، بهدف وحيد هو “إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين”، ويشمل منطقة جغرافية محددة معنية عادة بـ”إدخال الإغاثة”.
إلى ذلك، يفرض “وقف النار الإنساني” الاتفاق بين الأطراف المتحاربة حول أوقاته والمواقع والطرق الدقيقة التي يشملها، فضلاً عمن يحق له الاستفادة منه، ويستخدم عادة لإجلاء الجرحى والمرضى، أو تسهيل مرور الإغاثة الإنسانية بسرعة ودون عوائق.
إذا يكمن الاختلاف الرئيسي بين نوعي وقف النار” بالغرض من تعليق الأعمال العدائية سواء لإجراء نشاط إنساني محدد دون التعرض لخطر، أو ما إذا كان تعليقاً عاماً للأعمال العدائية”.
وقال مصدر مطلع على الوساطة لـ”فرانس برس”، “تجري مفاوضات بوساطة قطرية بالتنسيق مع الولايات المتحدة، لتأمين إطلاق سراح 10 إلى 15 أسيراً مقابل وقف إطلاق نار لمدة يوم أو يومين” في غزة.
كما أكد مصدر مقرب من الفصائل وجود مفاوضات حول “وقف إنساني لثلاثة أيام” مقابل إطلاق سراح 12 أسيراً “نصفهم أمريكيون”.
لكن رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو جدد أمس الأربعاء رفضه وقف إطلاق النار ما لم يتم الإفراج عن الرهائن، وقال “أريد أن أنفي أي نوع من الشائعات التي تصلنا من كل الجهات، لأكرر بوضوح أمراً واحداً: لن يكون هناك وقف لإطلاق النار من دون الإفراج عن رهائننا. وكل ما عدا ذلك لا طائل منه”.
شاهد أيضاً : “خلافات إسرائيلية داخلية” حول إدارة الحرب