بايدن وخياراته المتهالكة في “إسرائيل”.. حلول أمريكية بلا نتائج ؟!
منذ الأيام الأولى لحرب “إسرائيل” على غزة، سارعت أمريكا إلى تقديم الدعم العسكري والسياسي لـ”تل أبيب”، عبر نشر حاملات الطائرات وغواصة نووية في البحر المتوسط، وتبادلت المعلومات الاستخباراتية مع الجانب “الإسرائيلي”.
كما عملت إدارة بايدن على التزامها الوقوف إلى جانب “إسرائيل” وشككت في تقارير وزارة الصحة في غزة حول أرقام الضحايا والمصابين، ما خلق شرخاً بين واشنطن وبعض الدول العربية وخلافاً بين الرئيس بايدن وجزء كبير من الناخبين المحليين الديمقراطيين.
ولا شكّ في إخلاص بايدن وإدارته لـ”إسرائيل”، رغم التقارير الإعلامية بوجود انقسام في هذه الإدارة حول مصالح واشنطن في منطقة الشرق الأوسط، والتي يمكن أن تتضرر. الدعم مبدأ لطالما تغنَّت به الإدارات الأميركية المتعاقبة في حال تعرض أمن “إسرائيل” للخطر.
وبدأت إدارة بايدن بعد شهر من السماح لـ”إسرائيل” بالتنفيس عن حقدها بالبحث عن حلول وأهداف سياسية للعملية “الإسرائيلية” يمكن تطبيقها على أرض الواقع، فعمدت إلى عقد اجتماعات ومشاركات سياسية ونقاشات حول أسباب عدم قدرة الجيش “الإسرائيلي” على إنجاز انتصار ينهي الحرب واستثماره في السياسة بعد فترة الحرب الطويلة.
مع مرور الوقت يبدو أن هذا الدعم الكامل لها بدأ يتآكل تدريجياً، بعدما وصلت الضغوط الشعبية إلى درجة يمكنها تهديد شعبية بايدن الانتخابية بين الشباب والملونين الذين دانوا الولايات المتحدة والدول الغربية التي عاقبت سكان غزة، من خلال دعم خطة القصف “الإسرائيلية”.
ويطالب أهالي الأسرى بصفقة وهم يعلمون أن تحريرهم عسكرياً غير وارد وغير مضمون النتائج، بعدما قتل نحو 60 منهم في الغارات “الإسرائيلية”.
كل النقاشات التي يخوضها المسؤولون الأمريكيون مع “الإسرائيليين” وما خاضوه مع الأردن ومصر، تركز على استراتيجية الخروج “الإسرائيلي” من غزة. الرئيس الأمريكي، ومنذ توليه الرئاسة، كان يُكرّر أنه لا يزال يفضّل حل الدولتين للصراع “الفلسطيني-الإسرائيلي”، لكنه كان دعماً كلامياً وغير عملي.
الأمر الذي يعني أن على بايدن انتزاع تنازلات من نتنياهو الذي يحتاج إليه للخروج من الخسائر السياسية والعسكرية والاقتصادية للحرب.
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وخلال شهادة له أمام الكونغرس، طالب بأن تحل السلطة الفلسطينية مكان الفصائل في غزة بعد الحرب، وكأنها قد هزمت. بدا الحل غريباً، فالسلطة في رام الله المهمشة من واشنطن و”إسرائيل”، والمتدنية الشعبية الفلسطينية بسبب الفساد الإداري، لا يمكنها على الإطلاق إدارة غزة بعد الحرب، بحسب مراقبين.
فيما صرّح وزير الخارجية الأردني أن “فصائل غزة فكرة لا تنتهي، وهي مقاومة الشعب الفلسطيني، وأن من يريد وضعاً مغايراً عليه تلبية حقوق الشعب الفلسطيني”، مشدداً على أن “الأردن يرفض أي حديث عن إدارة غزة ما بعد الحرب عبر قوات عربية أو غير عربية”.
كل هذه السيناريوهات التي يقترحها الأمريكي تفترض هزيمة فصائل غزة في الحرب، بحيث لا يكون للفصائل أي دور سياسي أو عسكري في المستقبل، فالحرب ما زالت في أوجها، ولن تسمح “دول المحور” وحلفاؤها بهزيمة الفصائل وتكرار “سيناريو بيروت” عام 1982، وفق ما رآه مراقبون.