«المسافة صفر».. ومسافات الصراع
في اللغة.. المسافة بين الكلمات تجعل كل كلمة واضحة ولها معنى.
في المرور.. المسافة بين السيارات تحافظ على السلامة.
في علم الفلك.. المسافة بين الشمس والأرض تسمح لنا بالبقاء على قيد الحياة.
ولكن في علم الحرب.. ثبت أن عدم وجود مسافة بين مقاوم ومحتل قد تحررّ أرضاً أو تمنع احتلالها!.
وأما في عالم السياسة.. فالمسافات بين أطراف الصراع لا تقاس بالأمتار وإنما بالأهداف.
“المسافة صفر” معادلة عسكرية في غزة أعطت للصفر قيمة، وحوّلت سياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها «إسرائيل» إلى محرقة لدباباتها المتوغلة.
لكن في السياسة مسافات يجب أخذها بعين الاعتبار، وعدم رفع سقف أهداف الحرب سواء من قبل محتل أو من قبل مقاوم.. حيث يجب فهم المسافة بين ما يراد وما يمكن أن يتحقق!.
يريد “نتنياهو” إنهاء الفصائل في غزة.. وهذا ما لا يمكن تحقيقه باعتراف حتى ألد أعداء غزة.
تابعنا عبر فيسبوك
يريد الناس أيضاً من الفصائل تحرير فلسطين ومن مقاتلي جنوب لبنان إعلان الحرب على «إسرائيل».. على الجمهور أن يترك «مسافة» أيضاً بين قلبه وعقله، لمعرفة ما هو ممكن في الظروف الحالية وما هو غير ممكن!.
خلال 40 سنة قطعت المقاومات العربية في لبنان وفلسطين مسافات كبيرة في بناء قدراتها العسكرية حتى أصبحت قوة تهدد وجود “إسرائيل”.. وفي هذه الـ40 سنة أيضاً قطعت “إسرائيل” مسافات كبيرة في جعل العرب يعترفون بوجودها.. حتى صارت 6 دول عربية من «كامب ديفيد» إلى “أبراهام” في حالة سلام معها، ومن بينهم السلطة الفلسطينية، بينما تخطو دول عربية أخرى في ذات الاتجاه.
المسافة المقطوعة من الطرفين حتى الآن لا تجعل فصائل المقاومة والمحور الذي يدعمها في وضع يسمح لهم بتحرير الأرض المحتلة.. وأيضاً لا تجعل من «إسرائيل» دولة احتلال آمنة على وقع التطبيع.
الحرب هنا جولات.. وتقاس كل جولة بالمسافة التي يقطعها أطراف الصراع للحصول على أرض أو أسير أو أمان أو رِهان.. وتبقى العبرة بالنتائج النهائية حين تضع هذه جولة الحرب أوزارها وتبدأ المفاوضات!.
شاهد أيضاً: الاحتلال الإسرائيلي يعلن قصف مواقع في سوريا رداً على هجمات باتجاه الجولان