نووي «إسرائيل».. وخيار «شمشون»
تقول رواية توراتية إنه كان هناك رجل خارق وقوي من “بني إسرائيل” يدعى “شمشون الجبار”، وقد استطاع أعداؤه الفلسطينيون اعتقاله بحيلة، ثم ربطوه بأعمدة معبدهم، واجتمعوا حوله ليحتفلوا بإنجازهم، فما كان منه إلا أن استخدم قوته الجبارة ودمّر المعبد فوق رأسه ورؤوس أعداءه، ولم يخرج أحد حياً من هناك، لا “شمشون” ولا “الفلسطينيون”!.
بعد سنوات قليلة من قصف الولايات المتحدة لليابان بالقنابل النووية، قال “دافيد بن غوريون” أول رئيس وزراء لـ”إسرائيل” حرفياً: “ما قام به آينشتاين وأوبنهايمر وتيلر، والثلاثة هم من اليهود، من أجل أمريكا، يمكن أيضا أن يقوم به علماء إسرائيليون من أجل شعبهم”!.
وفعلاً وبدعم من فرنسا، شرعت “إسرائيل” سراً في بناء مفاعل نووي في ديمونا خلال الخمسينات.. وقال رئيس الوزراء الفرنسي حينها موريس بورجيه للمسؤولين الإسرائيليين بحسب التسريبات: “لقد أعطيتكم القنبلة لمنع حدوث محرقة أخرى للشعب اليهودي”!.
كشفت دراسات عربية وأجنبية أن «إسرائيل» وخلال حرب 1973 كادت تلجأ إلى الخيار النووي في لحظات اليأس.. وذكرت مجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية أن «غولدا مائير» وضعت سرباً من 8 طائرات شبح محمّلة بالقنابل النووية على أهبة الاستعداد، لإسقاط هذه القنابل على دمشق والقاهرة إنْ دخل الجيش السوري والمصري إلى فلسطين المحتلة، قبل أن يتم التراجع عن هذه الخطة!.
هناك اعتقاد سائد أن عبارة “زوال إسرائيل لن يتكرر أبداً” مثبّتة باللغتين الإنجليزية والعبرية على الرأس الحربي الأول في ترسانة “إسرائيل” النووية.
هذه المعلومة ليست من صناعة أصحاب نظرية المؤامرة، بل قالها الصحفي الأمريكي المرموق “سيمور هيرش”.
تابعونا عبر فيسبوك
طبعاً رغم التقارير والتحقيقات الاستقصائية التي أثبتت امتلاك “إسرائيل” ترسانة نووية، فإن قادة الاحتلال يرفضون الاعتراف بامتلاكهم السلاح النووي، ولكنهم في نفس الوقت لا ينكرون امتلاكه، وهو ما عرف بسياسة “الغموض النووي”!.
لكن عندما يتحدث وزير في حكومة نتنياهو خلال حرب غزة قائلاً: “إن إسقاط قنبلة نووية على قطاع غزة هو أمر وارد”، فهذا اعتراف رسمي بامتلاك السلاح النووي.. فهل يهاجم الجيش الإسرائيلي غزة بالنووي فعلاً؟.
يقول أهل الاختصاص إنه “فنياً” يمكن لـ”إسرائيل” استخدام القنبلة النووية في حربها على غزة، لكن “سياسياً” لا تجرؤ على تلك الخطوة!.
من الناحية الفنية يُستبعَد استخدام “إسرائيل” قنابل واسعة التأثير، لأن تداعياتها الإشعاعية قد تمتد إلى المستوطنات، أما القنابل التكتيكية والقنابل “النيوترونية” فتأثيرها محصور بمساحة لا تتجاوز بضع مئات من الأمتار، ولا يوجد فنياً ما يمنع استخدامها.
أما سياسياً.. فيقول المراقبون لمجريات الحرب إن مجرد قيام «إسرائيل» بذلك يعني انطلاق شرارة حرب نووية واسعة النطاق تدخل فيها دول متعاطفة مع القضية الفلسطينية مثل إيران التي يمكنها تصنيع قنبلة نووية في غضون 12 يوماً.
وأيضاً باكستان وكوريا الشمالية اللتان تملكان بالفعل قنبلة نووية، وإذا انفجر الوضع فقد تنضم روسيا والصين اللتان تملكانها أيضاً.
ختاماً.. يبدو أن الخيار النووي مستبعدٌ حتى الآن، فهو خيار انتحاري، لن تستخدمه “إسرائيل” إلا في حال أصبح وجودها على هذا الكوكب قاب قوسين أو أدنى من الزوال!.
شاهد أيضاً: منظمة دولية تفضح الرواية “الإسرائيلية” ؟!