“إسرائيل” الخاسر الأكبر من الحرب على غزة ؟!
قالت صحيفة “الإيكونوميست” البريطانية، إن أغلب الفرضيات المتعلقة بالحرب على غزة تشير إلى أن “إسرائيل” هي التي ستنتصر نهاية المطاف، بسبب أن المخاطر التي تواجه “تل أبيب” كبيرة للغاية، مع تفوق عسكري كبير على الفصائل، لدرجة أن نتيجة غير النصر لا يمكن تصورها، لكن ما هو الإطار الزمني وما هي التكلفة اللازمة لتحقيق هذا النصر ؟!
ورغم هذه الافتراضات من الممكن أن تكون الحرب في غزة هي الحرب الأولى في تاريخ “إسرائيل” التي يخوضها الجيش ويخسرها. وستكون هذه الخسارة كارثية بالنسبة لـ”تل أبيب” وتضر بشدة بالولايات المتحدة. وهذا الامر على وجه التحديد، يجب أن يؤخذ في الاعتبار.
وأضافت الصحيفة، “يتصف الجيش الإسرائيلي بسجل من الانتصارات يثير إعجاب الكثيرين. وقوة الجيش لا تنبع من الدعم الأمريكي فحسب، بل لأن كل ما يتعلق به – بدءاً من عقيدته وتنظيمه وتدريبه وحتى قيادته وأفراده – يجعله القوة القتالية الأكثر فاعلية في الشرق الأوسط”، بحسب الصحيفة.
تابعونا عبر فيسبوك
وفي مقارنة بين الحروب التي خاضها الاحتلال وبين ما خاضه الجيش الأمريكي، يزعم “الإسرائيليون” في بعض الأحيان أنه لا توجد مقارنة، ويزعمون أيضاً أن الجمهور في “إسرائيل” متحد بما يتعلق بالبقاء، في حين أن السكان الغربيين متقلبون بالمقارنة. ويقولون إن “إسرائيل” ستنتصر لأنه لا بد لها من ذلك، وفقاً للصحيفة.
وتسألت الصحيفة، ماذا لو كان الدرس الذي تقدمه الولايات المتحدة هو أنه حتى الأحزاب الضعيفة قادرة على صد الأحزاب القوية باستخدام الاستراتيجية الصحيحة؟
وقالت الصحيفة: إن فصائل غزة لا ترى النصر في عام واحد أو خمسة أعوام، بل من خلال الانخراط في عقود من النضال الذي يزيد من التضامن الفلسطيني ويزيد من عزلة “إسرائيل”.
وفي الوقت نفسه، تنأى الدول العربية باضطراد عن خيار التطبيع، وينحاز الجنوب العالمي بقوة إلى القضية الفلسطينية، وتتراجع أوروبا عن دعمها او سكوتها عن تجاوزات الجيش “الإسرائيلي”، وينطلق نقاش أمريكي حول “تل أبيب”، مما يؤدي إلى تدمير الدعم الحزبي الذي تتمتع به الدولة العبرية في امريكا منذ أوائل السبعينيات.
وأضافت الصحيفة، أن حالة التذمر من حرب إقليمية يناسب الفصائل تماماً، الأمر الذي أثار مناقشات عالمية حول تكلفة التحالف مع “إسرائيل”، وتحقيق هدفها في إبعاد “تل أبيب” عن شركائها الدوليين وتحويلها إلى دولة منبوذة بنظر الفصائل.
وأكدت الصحيفة، على أن الفصائل لا تحتاج إلى أن تكون قوية حتى تتمكن من اتباع هذه الاستراتيجية، إنها تحتاج فقط إلى الصمود، فبدلاً من الاعتماد على القوة الكافية لهزيمة “إسرائيل”، تسعى بدلاً من ذلك إلى استخدام قوة “إسرائيل” لهزيمة “إسرائيل”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الفصائل لا تأبه من خسارة سلسلة من المعارك في طريقها التي تراه طويلاً، كما حدث من قبل. لكن النجاحات غير المحتملة التي حققتها الفصائل في السابع من تشرين الأول، سوف تلهم أجيال المستقبل من الفلسطينيين.
شاهد أيضاً : بلينكن في رحلة رابعة إلى “إسرائيل”.. موقع أمريكي يكشف موعد الزيارة ؟!