تاريخ من الهدن “الهشة”.. الصراع الفلسطيني “الإسرائيلي” والوسيط الثالث ؟!
حرب طاحنة تودي بحياة الآلاف، ثم موجة من المفاوضات بوساطة دولة ثالثة، يأتي بعدها وعود بتذليل الحصار ووقف الأعمال العسكرية والعدائية، تليها حالة من الهدوء الهش، مسلسل باتت تفاصيل حلقاته معروفة في الصراع الفلسطيني_ “الإسرائيلي”.
تلك الدورة تجسدت في الصراع الحالي بين “إسرائيل” والفصائل، والذي بدأ بشن الأخيرة هجوماً على مستوطنات الغلاف في 7 تشرين الأول الماضي، لترد الأخيرة بقصف لا هوادة فيه، وبعملية برية في القطاع المحاصر، تسببت في مقتل وإصابة ونزوح الآلاف.
إلا أن ذلك التصعيد وضع أوزاره مؤقتاً يوم الجمعة، مع أول أيام هدنة الأيام الأربعة، فيما تقول “تل أبيب” إن الهدنة ربما يجري تمديدها إذا أُفرج عن مزيد من الرهائن بمعدل عشرة رهائن يومياً.
وعلى طريق ذلك الصراع الذي لا ينتهي، سلطت صحيفة “نيويورك تايمز”، الضوء على عدد من الهدن واتفاقات وقف إطلاق النار، التي جمعت في السابق بين الفلسطينيين و”الإسرائيليين”.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن الصراع بين “إسرائيل” والفصائل مليء باتفاقات وقف إطلاق النار والهدنة التي تم “انتهاكها أو بالكاد صمدت”.
تابعونا عبر فيسبوك
وفيما يلي نظرة على كيفية صمود أو انهيار بعض الاتفاقيات السابقة:
في أيار عام 2023، توسط مفاوضون مصريون في وقف إطلاق النار بين “إسرائيل” وفصيل من فصائل القطاع، ما أنهى خمسة أيام من العنف الذي أسفر عن مقتل 35 شخصاً، إلا أنه بعد يوم واحد، أثار إطلاق صواريخ لفترة قصيرة المخاوف، لكن بدا أن الاتفاق صامد.
عام 2021، أدت الحرب التي استمرت 11 يوماً والتي مثلت أسوأ اندلاع للعنف في غزة منذ عام 2014، إلى مقتل 230 من سكان غزة قبل أن تنتهي باتفاق وقف إطلاق النار، وبعد أقل من شهر من الاتفاق، أرسل مقاتلون فلسطينيون بالونات حارقة إلى جنوب “إسرائيل”، وضربت الغارات الجوية “الإسرائيلية” أهدافا داخل غزة، ولم تتسبب في وقوع إصابات لكنها كانت بمثابة اختبار للاتفاق.
أما في عام 2014، اندلع صراع كبير بسبب اختطاف ثلاثة مراهقين “إسرائيليين” في الضفة الغربية، بعدها بـ6 أيام من بدء إسرائيل قصف غزة، اقترحت مصر وقفاً لإطلاق النار وافقت عليه “إسرائيل”، إلا أن فصائل القطاع رفضت ذلك قائلة إنه “لم يتم الاستجابة لأي من مطالبها”، واستؤنفت الهجمات الصاروخية من غزة والغارات الجوية “الإسرائيلية”.
وأعلنت مصر وقفاً آخر لإطلاق النار بعد يومين، لكن “تل أبيب” أرسلت بعد ذلك دبابات وقوات برية وبدأت في إطلاق النار على غزة من البحر.
وتقول “نيويورك تايمز”، إنه بشكل إجمالي تم التوصل وقتها إلى تسع اتفاقيات هدنة، قبل أن ينتهي الصراع بعد 51 يوماً من الاقتتال الذي أودى بحياة أكثر من 2000 فلسطيني و70 “إسرائيلياً”.
في تشرين الثاني عام 2012، انتهت ثمانية أيام من “الصراع الدموي” بين “إسرائيل” وفصائل القطاع بوقف إطلاق النار، والذي تفاوضت عليه الولايات المتحدة ومصر، مع مذكرة تفاهم من صفحة واحدة تركت العديد من القضايا التي أشعلت أعمال العنف دون حل.
وانتهكت “إسرائيل” وقف النار، بإطلاق الرصاص على صيادين ومزارعين اقتربوا من المحيط الأمني، لكنها سمحت بدخول مواد البناء إلى غزة حينها للمرة الأولى منذ سنوات.
شهر كانون الثاني عام 2009، أعلنت “إسرائيل” من جانب واحد وقف إطلاق النار بعد حرب استمرت 22 يوماً على الفصائل، قُتل فيها أكثر من 1300 فلسطيني و13 “إسرائيلياً”، قائلة إنها حققت أهدافها.
في حزيران 2008، توسطت مصر في هدنة مدتها ستة أشهر بين فصائل القطاع و”إسرائيل”، منهية فترة من إطلاق الصواريخ المكثف من غزة والغارات الجوية “الإسرائيلية”، وكانت هددت الهجمات الصاروخية بعد خمسة أيام فقط من الاتفاق بإخراجه عن مساره، لكن السلام صمد في الغالب لمدة خمسة أشهر، لكن بحلول شهر تشرين الثاني من العام نفسه، انهار وقف إطلاق النار، حيث اتهم كل جانب الآخر بالفشل في الالتزام بالشروط.
شاهد أيضاً : أمريكا تواجه المخاطر في الشرق الأوسط.. فهل تصحح واشنطن المسار ؟!