الهدنة الإنسانية.. مهلة إضافية أم انتهت “استراحة المقاتل” ؟!
تنتهي اليوم “الهدنة الإنسانية” في غزة، والتي دخلت حيز التنفيذ الجمعة الماضي، مع العديد من علامات الاستفهام والتساؤلات عن المصير الجديد للقطاع بعد استراحة نالها المقاتل.
هناك أسباب للتفاؤل وأسباب للقلق، فالوسطاء الذين نجحوا في الوصول إلى “هدنة إنسانية” مؤقتة بدت بعيدة المنال حينها، يعربون عن أملهم في إمكانية تمديد الهدنة لأيام أخرى.
وأقرت الهدنة إطلاق سراح 50 رهينة “إسرائيلية” مقابل وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن 150 من الأسرى الفلسطينيين ودخول مساعدات إنسانية ووقود إلى القطاع المحاصر بما في ذلك الشمال.
ومر يوم الهدنة الثالث دون عقبات تذكر في عملية تبادل الأسرى والرهائن على خلاف يومها الثاني الذي طال فيه الانتظار لحين إتمام علمية التسليم بعد خلافات كادت تنهي الاتفاق.
تابعونا عبر فيسبوك
وسطاء الأزمة في مصر وقطر والولايات المتحدة تبادلوا الاتصالات فيما بينهم ومع طرفي الصراع فصائل القطاع و”تل أبيب”، وقد خرج كل منهم بموقف معلن يعرب فيه عن تنامي الآمال بتمديد الهدنة.
ومن بين شروط الهدنة التي أعلن عن التوصل إليها منتصف الأسبوع الماضي، إمكانية تمديدها إذا ما توفر لدى الفصائل 10 رهائن أمام كل يوم إضافي.
وقالت فصائل القطاع أمس إن لديها ما بين 20 إلى 40 رهينة إضافية يمكن مبادلتهم بأسرى فلسطينيين ما يعني إمكانية تمديد الهدنة لنحو 4 أيام أخرى.
وواجه الاتفاق خطر الخروج عن مساره بعدما أعلن الجناح العسكري للفصائل يوم السبت، أنه سيؤخر إطلاق سراح الرهائن حتى تلبي “إسرائيل” جميع شروط الهدنة، ومنها الالتزام بالسماح لشاحنات المساعدات بالدخول إلى شمال غزة.
وقالت وزارة الخارجية القطرية إن دبلوماسيين قطريين موجودون في غزة الآن للإشراف على دخول وتوزيع مساعدات بلادهم في القطاع.
وذكر مسؤول بالأمم المتحدة، شارك في قافلة مساعدات إنسانية إلى شمال غزة أمس الأحد، إن جماعات الإغاثة تمضي صوب تسليم أكبر شحنة خلال أكثر من شهر، واصفاً حالة السكان الذين يعانون من النحافة والهزال والظمأ.
وأضاف “هناك ارتياح هائل. الناس بدأوا يشربون فور حصولهم على الماء حرفياً. إنهم ظمأى وظلوا ظمأى لأيام”.
وحتى مع تدفق المساعدات شمالاً، قال إلدر إنه رأى المئات من سكان غزة يتجهون جنوباً خوفاً من تجدد القصف “الإسرائيلي” إذا لم يتم تمديد الهدنة التي تستمر لأربعة أيام، موضحاً أن “الناس يشعرون بخوف شديد من أن تنتهي هذه الهدنة”.
وشهدت الأحد تمرير رسائل بين الجانبين، فينما زار رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو جنوده في غزة، أطلقت الفصائل الرهائن فيما بدا عرض عسكري للقوة في شمال قطاع غزة، حيث اندلعت المعارك الضارية من المسافة صفر.
وأعلنت الفصائل أمس أنها تسعى لتمديد الهدنة، في حال بذل جهود جدية لزيادة عدد الفلسطينيين المفرج عنهم من سجون “إسرائيل”.
وقالت الفصائل في البيان إنها تسعى “لتمديد الهدنة بعد انتهاء مدة الأربعة أيام من خلال البحث الجاد لزيادة عدد المفرج عنهم من المحتجزين كما ورد في اتفاق الهدنة الإنسانية”.
ومن بين الرسائل التي مررت أمس إطلاق الفصائل سراح أسير “إسرائيلي” يحمل الجنسية الروسية خارج إطار الصفقة تقديراً لموقف موسكو من القضية الفلسطينية.
شاهد أيضاً : الثانية خلال أسبوع.. احتجاز ناقلة نفط إسرائيلية في خليج عدن