الإخوان المسلمون.. “راقب وانتظر”!
يقال عن هذه الجماعة: “أصولية في الداخل وخاضعة وعميلة في الخارج”، يصفها البعض بـ”أسوأ” تيار سياسي في التاريخ العربي المعاصر، يبحث أعضاؤها اليوم عن “ملاذات آمنة” بعد سقوط مشروعهم السياسي، وفي دول الشتات سيكمنون استعداداً للقفز على الأحداث في أي فرصة.
بعد أحداث “الربيع العربي” في مصر وسقوط حكم حسني مبارك، واستلام الإخوان الحكم، كتب المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: “لقد توصل الإخوان مع أوباما عشية الربيع العربي في مصر إلى اتفاقية مفادها أن يضمن الإخوان حفظ الاستقرار، بما في ذلك السلام مع إسرائيل مقابل السماح لهم بالوصول إلى السلطة”!.
في كتابه “أرض الميعاد”، كشف الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، أن زعيماً عربياً اتصل به وحذّره من أن هناك أربع جهات تقف خلف مظاهرات الربيع العربي.. إحدى هذه الجهات هي “الإخوان”!.
كما كشف أنه تلقى تحذيراً من حاكم عربي يقول “إن سماح أمريكا بتولي الإخوان المسلمين للحكم في مصر سيعني سقوط 8 زعماء عرب آخرين”.
عام واحد فقط مضى على حكم الإخوان لمصر وتمددهم في دول عربية أخرى، برعاية كاملة من تركيا وقطر، حتى بدأت مرحلة التقهقر بسقوط حكم الجماعة في مصر، وإخفاقها في تونس وصولاً إلى الإجهاز عليها لاحقاً على يد الرئيس قيس سعيد، وأيضاً فشلها في الحرب السورية، وتغيير اسمها في ليبيا، وسط حملة سعودية – إماراتية شرسة لتصنيفها جماعة إرهابية استجابت لها عدة دول عربية.
فشلَ مشروع الإخوان الذي دبرته وأدارته تركيا، واضطرت أنقرة لإعادة تصحيح مسار العلاقات مع العواصم العربية على حساب الإخوان، حتى قطر خضعت للضغوط الخليجية وتمسكنت، وصارت الأسئلة الشائعة: أين سيكون منفى الجماعة بعد تركيا؟ وهل يمحو الشتات قوة الإخوان؟.
تابعونا عبر فيسبوك
يحذر العارفون بتاريخ الجماعة من الاعتقاد بأن تنظيم الإخوان انهار أو انتهى، ولم تعد هناك ضرورة للاحتياط منه، مع اعتياد أعضاء التنظيم على المطاردات وتغير المواقف السياسية طوال تاريخهم، واعتيادهم على وضع خطط بديلة لأماكن إقامتهم عبر القارات!.
كل مجموعة أو عضو لديه بدائل في الخطة الإخوانية، من أهمها بريطانيا، التي سيقصدها الأعضاء الراحلون عن تركيا طوعاً، وكذلك ألمانيا التي يتمتع التنظيم فيها بحضور قوي.
عدة دول في أفريقيا ستكون على أجندة الملاذات البديلة، منها كينيا وجنوب أفريقيا، وكذلك ماليزيا في آسيا.. وهناك دول تمنح الجنسية مقابل أموال كمالطا، أما القيادات المطلوبة أمنياً فمن المحتمل أن تتوجه إلى أفغانستان للاحتماء بحركة طالبان التي تجمعها علاقة بالإخوان.
وفي ظل وسائل التواصل الحديثة، ستبقي الجماعة على قوتها؛ لتكون متأهبة لاقتناص الفرصة السانحة للعودة إلى الواجهة.
يعمل الإخوان على إعادة هيكلة الإعلام بحيث يطلقون قنوات فضائية من دول أخرى ويعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أكبر من وسائل الإعلام التقليدية مثل تطبيق «كلوب هاوس».
باختصار: سيعتمد الإخوان المسلمون استراتيجية “راقب وانتظر”!.
شاهد أيضاً: ما سر رؤوس الكلاب الـ5 على عصا “النسخة الأرجنتينية من ترامب” ؟!