موقف واشنطن “مخزي”.. “قسد” تستجدي حلفائها “دون آذان صاغية” ؟!
بعد أيام من القصف التركي المتواصل لأهداف عسكرية وخدمية، غير المسبوقة في حجم الدمار وتنوع الأهداف، والتي طالت كل ما له علاقة بـ”قسد” ضمن مناطق سيطرتها في الشمال السوري، وسط التزم الصمت بشكل مطلق ما عزز من مخاوف “قسد” حول إمكانية وجود “تنسيق ما بين واشنطن وأنقرة”.
ويرى مراقبون أن مخاوف “قسد” باتت تتعزز من هشاشة التحالف الذي بنته مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتي لم تكلف نفسها بإصدار إدانة بسيطة للهجمات التركية التي استمرت عدة أيام وبمختلف أصناف السلاح، واستهدفت بشكل مكثف مدن القامشلي والمالكية وعامودا والقحطانية.
وتنوعت الأهداف التركية ما بين النقاط العسكرية والأنفاق مروراً بالمنشآت النفطية والغازية ووصولاً إلى المنشآت الخدمية، كمحطات الكهرباء والمشافي وبعض المنشآت الصناعية.
تابعونا عبر فيسبوك
وأشار المراقبون إلى أنه رغم استجداء قادة “قسد” قوات “التحالف الدولي” وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية للضغط على الأتراك لإيقاف سلسلة الاستهدافات، إلا أنها لم تلق آذاناً صاغية.
ويؤكد المراقبون أن قادة “قسد” باتوا أكثر من أي وقت مضى قلقين من الصمت الأمريكي الذي وصفه قائدهم مظلوم عبدي في تصريحات إعلامية له “بالمخزي”، وأن “الهجمات التركية المستمرة على مناطق سيطرتهم تثير الشكوك بأنها تتم بموافقة غير رسمية من شركائنا”، في إشارة منه إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وبينت مصادر لمراسل “كيو ستريت”، أن “قادة قسد الذين يعانون من حروب كر وفر مع قوات العشائر العربية في دير الزور منذ شهرين، باتوا يخشون من تلقف واستغلال القادة الأتراك مؤشرات التخاذل الأمريكي تجاههم، وصمته إزاء الهجمات الأخيرة لتشجعهم على إطلاق عملية عسكرية برية في الشمال السوري”.
وكان الأتراك قد أعلنوا نيتهم وفي أكثر من مناسبة عن شن هجوم بري على مناطق انتشار “قسد”، والتي يرون فيها امتداداً لـ”حزب العمال الكردستاني” وما يشكل وجوده على الحدود الجنوبية من تركيا من “تهديد أمني قومي”.
حيث بدت التحركات التركية سنة 2019 من خلال الدخول إلى مدينة رأس العين شمال غرب محافظة الحسكة، بهدف الوصول إلى طريق m4 وبعمق 40 كم، والذي يمتد من أقصى شمال شرق المحافظة بالقرب من منطقة اليعربية وحتى أقصى غربها وصولاً إلى الحدودية الإدارية مع محافظة الرقة، والذي يضم كبرى المدن كالمالكية والقامشلي وعامودا والدرباسية وغيرها وغالبية حقول النفط والغاز.
شاهد أيضاً : من هو صالح العاروري الذي اغتالته «إسرائيل» في بيروت ؟