مـاذا لـو عـاد تـرامب ؟!
في عهده.. وصف حلف الناتو بأنه “منظمة عفا عليها الزمن”، قال للأوروبيين إنكم تتمتعون بحمايتنا من دون مقابل، وسحب آلاف الجنود الأمريكيين من ألمانيا.
حديثاً.. وخلال جلوسه على “دكّة البدلاء” تعهّد بوضع حدٍ للحرب الأوكرانية في يوم واحد، يقال إن أوروبا ترتعد.. وبوتين سيفرح!.
عندما سأله مذيعه المفضّل “تاكر كارلسون” إنْ كان يعتقد أن أمريكا في طريقها إلى حرب أهلية.. أجاب: لا أدري.
دونالد ترامب.. رجلٌ لا يمكن التنبؤ بقراراته وتصرفاته.. لا ثوابت لديه، ولا يلتزم بالاتفاقات.. انسحب من الاتفاق النووي ومن اتفاقية المناخ.. ولا قانون يعنيه إلا قانون «الجباية» ومن الحلفاء قبل الخصوم.
خلال رئاسته السابقة.. اتخذ قرارات ضد حلفاء الولايات المتحدة، بأكثر مما اتخذ من قرارات ضد خصومها.
الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة في أواخر العام الحالي ستكون مصيرية.. لأن أحد أطرافها قد يكون ترامب الذي حيّر أهلَ السياسة، وسط تصعيد دولي يحتدم فيه الصراع من أوكرانيا في أوروبا حتى حدود الصين في آسيا، ومحاولة قوى كبرى مناوئة للغرب ليّ ذراع أمريكا إلى الأبد، وتغيير النظام الدولي.
وصل الأمر بالبعض إلى حد القول بأن “فوز ترامب سيُغيِّر العالم الحالي”.
الحرب جارية بالفعل في أوروبا.. حرب قد تغيّر التوازنات والجغرافيا بين روسيا والأطلسي، وهناك حرب كبرى أخرى تلوح في الأفق بأي لحظة.. تخيّلوا لو أقدمت الصين على غزو تايوان.. ومحور الحربين الجارية والمحتملة دور وموقف أمريكا ورئيسها القادم.
يخشى قادة أوروبا من عودة ترامب رئيساً، مع ما يمكن أن تعنيه هذه العودة للقارة في زمن حرب أوكرانيا، والخشية الأولى هي على مصير المساعدة العسكرية السخية الأمريكية لكييف، هل يوقفها ترامب أو يخفضها إلى الحد الأدنى في وقت لا تستطيع الدول الأوروبية مجتمعة تعويض أي نقص في المساعدة الأمريكية؟.
تابعونا عبر فيسبوك
يقول خصوم أمريكا المتفائلين بعودة ترامب: ليس على القوات الروسية سوى الصمود حتى موعد الانتخابات الأمريكية.
يخشى الأوروبيون أيضاً من موقف ترامب حيال «الناتو» الذي اتهم أعضاءه خلال رئاسته السابقة بعدم دفع ما يجب عليهم من نفقات عسكرية، ووصف الحلف الأطلسي بأنه “منظمة عفا عليها الزمن”.
ما يثير قلق أوروبا أيضاً أن يلجأ ترامب مجدداً إلى إضرام نيران الحرب التجارية مع الاتحاد الأوروبي، عبر زيادة التعرفة الجمركية على كل الصادرات الأوروبية إلى أمريكا.
هناك عند حدود الصين.. يعرف المتابعون للسياسة أن ترامب عدو تجاري لدود لبكين، لكنه لم يؤسس أحلافاً أمنية أو عسكرية في المنطقة لتطويق الصين، ولم يرفع التحدي في تايوان إلى المستوى الذي ذهب إليه بايدن.. فكيف سيتصرف لو عاد رئيساً؟!.
يقال إن إيران ستكون أكثر الدول تضرراً من عودة ترامب.. وهي لم تنسَ كيف انسحب الأخير من الاتفاق النووي، الذي اعتبره الخبراء اتفاق رابح لطهران أجهضه الرئيس الأمريكي المشاكس.. إذن على إيران أن تستعجل في تحصيل المكاسب قبل ذهاب بايدن!.
أخيراً.. يبقى أن يتجاوز ترامب المحاكمات الجنائية الجدية والخطيرة، التي قد لا تمنعه من العودة إلى البيت الأبيض وحسب.. بل قد تدخله السجن قبل أن يدخل المكتب البيضاوي!.
شاهد أيضاً: القواعد الأمريكية في سوريا والعراق.. الهجمات مستمرة ؟!