“قسد” تستثمر ورقة “داعـ.ـش” لتخفيف الضغط التركي
في تطور ملحوظ لمجريات الأحداث التي يشهدها الشمال السوري، دوى انفجار في تمام الساعة السابعة صباحاً في مدينة الحسكة ناتج عن استهداف طائرة مسيرة مفخخة مقراً للاستخبارات الأمريكية والبريطانية بالقرب من سجن الصناعة في حي غويران جنوب الحسكة الذي تسيطر عليه قسد .
وبحسب شهود عيان من المنطقة فإن الطائرة المفخخة ضربت مقراً فارغاً بالقرب من مقر الاستخبارات الأمريكية والبريطانية المتواجد في مديرية النفوس سابقاً، والتي استولت عليها «قسد» منذ سنوات حيث ألحق الاستهداف أضراراً مادية بالمكان دون وقوع إصابات أو قتلى في صفوف «قسد» .
«قسد» سارعت إلى تبنى رواية مفادها أن صاروخاً مجهول المصدر استهدف سجن الصناعة الذي يحوي آلاف السجناء من تنظيم “داعـ.ـش”، وتحديداً قسم أشـ.ـبال الخـ.ـلافة حيث حاول السجناء الهروب من السجن إلا أن حراسه أحبطوا عملية الهروب وسيطروا على الوضع مجدداً بعد إرسال تعزيزات أمنية إلى المنطقة .
وأكدت مصادر ميدانية أن الانفجار لم يستهدف كتلة السجن وإنما استهدف مقر الاستخبارات القريب منه وأن “قسد” تحاول من خلال إعلانها استهداف السجن التلويح بورقة “داعـــش” واستثمارها عبر ربط الاستهداف التركي بمحاولات تهريب عناصر “داعش” المحتجزين وتذكير العالم بأن “قسد” لا تزال تقاتله وتمنع عودته.
تابعونا عبر فيسبوك
وأشارت المصادر إلى أن “قسد” باتت شبه متأكدة بأن عملية عسكرية برية تركية أصبحت على الأبواب في ظل إدراكها التواطؤ الأمريكي وصمته على القصف التركي العنيف الذي تعرضت له مواقعها العسكرية والأمنية والاقتصادية والخدمية وبأن جميع ظروف المنطقة المشتعلة تصب في مصلحة تركيا في سيناريو قد يكرر ما حدث في عام 2019 عندما هاجمت القوات التركية مدينة رأس العين في أٌقصى الشمال الغربي في محافظة الحسكة وطردت قسد منها واحتلتها.
وأكدت المصادر أن سيناريو إطلاق عناصر “داع.ـ.ـش” من سجون “قسـد” وربط عملية الهروب باستهداف تركي لا يزال سيناريو متوقع الحدوث بهدف استمالة الرأي العام العالمي تجاه “قسد”، والعمل على ممارسة الضغط على التركي لإيقاف العملية والاستهداف .
ولفتت المصادر إلى أن “قسـد” لا تملك أوراقاً رابحة في حربها مع الأتراك وهي تعول على الوجود الأمريكي الذي ينشر قواعده العسكرية في مناطق سيطرتها لممارسة دور أكبر بالضغط على التركي، وهذا ما لم يحدث في كل مرة يتم فيها استهداف الأتراك لمواقع “قسـد” حيث يؤكد الأمريكي مراراً وعلى الملأ بأن مهمته محاربة داعـ.ـش وليس الدخول في مشاكل “قسـد” الداخلية بينما يحرص على عدم التصادم مع التركي والإبقاء سراً على علاقة المصالح الاستراتيجية التي تربطهما.
شاهد أيضاً: ماذا يخطط بوتين لروسيا والعالم في 2024 ؟!