بين مدح فلسطين ومساعدة “إسرائيل”.. أردوغان يلعب على الحبلين
يمارس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لعبة مزدوجة، فمن جهة يمتدح المقاومة الفلسطينية بصوتٍ عالٍ، ومن جهة أخرى يتبع بهدوء وشراسة سياسات اقتصادية وسياسات الطاقة المؤيدة لـ “إسرائيل”.
ومع ذلك، فحتى بمعايير أردوغان، اتخذت لغته منعطفاً حاداً في أعقاب عملية الـ 7 من تشرين الأول والهجوم العسكري الإسرائيلي اللاحق على غزة، عندما وصف تل أبيب بـ “الإرهابية”.
تابعونا عبر فيسبوك
كذلك، انتقد الرئيس التركي شركائه في الناتو قائلاً: “بينما نلعن الإدارة العبرية، فإننا لا ننسى أولئك الذين يدعمون هذه المجازر علناً والذين يبذلون قصارى جهدهم لإضفاء الشرعية عليها”.
أردوغان الذي دعا في البداية وشدد على أهمية الحفاظ على أرواح المدنيين على كلا الجانبين، في محاولة محتملة للتخفيف من علاقات أنقرة الراسخة مع “تل أبيب” والغرب. ومع ذلك، مع بدء انتشار الصور المروعة للفظائع “الإسرائيلية” على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي ومع تحول المشاعر العامة في تركيا، تطور خطاب أردوغان ليعكس نفس المخاوف.
وبدعم غير متوقع من المعارضة العلمانية في تركيا لصالح الفلسطينيين، تخلى الأخير عن لهجته السابقة المدروسة وتبنى خطاباً أكثر تميزاً وأعلى سقفاً، مطالباً بوضع حد للمجازر التي ترتكبها دولة الاحتلال، ولم يكتف بقيادة المظاهرات في الشوارع ضد “إسرائيل”، بل انتقد أيضاً مؤيديها.
إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي أجري في أوائل تشرين الثاني، بعد بدء الحرب على غزة، أن 70 % من الأتراك يعتقدون أن الاقتصاد هو المشكلة الأكبر التي تواجهها تركيا، تليها البطالة التي تبلغ 6.2 %، وأظهر الاستطلاع نفسه أيضاً أن 57.5 % من المشاركين يعتقدون أن الوضع الاقتصادي في تركيا سيتفاقم في عام 2024.
ومن المثير للاهتمام أن الأحداث في غزة غابت عن معظم استطلاعات الرأي التركية لصالح القضايا المعيشية الأساسية، ولأنقرة مصلحة واضحة في ذلك، فالحفاظ على العلاقات الاقتصادية مع “تل أبيب” يؤثر بشكل مباشر على موقف أردوغان من الحرب.
شاهد أيضاً: الفصائل اليمنية تمهل الأمريكيين والبريطانيين شهراً للمغادرة ؟!