كساء الأهرامات …ما الذي تفعله مصر بإرثها الحضاري؟
أعلنت الحكومة المصرية ممثلة في وزارة السياحة والآثار، عن مشروع الكساء الخارجي لهرم منكاورع-أصغر أهرامات الجيزة الشهير بـ”منقرع”- ووصفه الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري بأنه “مشروع القرن وهدية مصر للعالم”.
ويأتي ذلك بالتزامن مع الافتتاح الوشيك للمتحف المصري الكبير، ويقوم المشروع بإجراء رسم وتصوير للهرم، الذي أُعيد تغليفه ببلوكات جرانيتية، ويستهدف إعادة الهرم لشكله السابق، والترويج للسياحة المصرية.
تبليط الهرم
في المقابل، طالب أثريون بضرورة طرح المشروع للتشاور والدراسة قبل البدء في تنفيذه بسبب الخلاف بين علماء المصريات حول تغليف الهرم من عدمه، فيما سخر بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي المشروع ووصفوه بـ”تبليط الهرم”.
تابعونا عبر فيسبوك
وتُعتبر منطقة أهرامات الجيزة من أشهر المواقع الأثرية بمصر، وتضم أهرامات ملوك الأسرة الرابعة خوفو، وابنه خفرع، وحفيده منكاورع، بالإضافة إلى تمثال أبو الهول الشهير، كما كانت تضم مراكب خوفو المعروفة باسم “مراكب الشمس”، والتي نُقلت مؤخرًا للعرض بالمتحف المصري الكبير عند افتتاحه، وفقًا لما ذكره موقع وزارة السياحة والآثار.
موضوع جدلي
وفي بيان رسمي، كشفت وزارة السياحة والآثار، عن خطوات عمل المشروع الذي سيتم على عدة مراحل لمدة 3 سنوات بالتعاون مع بعثة يابانية، ويشمل أعمال رسم وتصوير فوتوجراميتري، وتوثيق، ومسح بالليزر، ثم البدء الفعلي في أعمال إعادة تركيب البلوكات الجرانيتية.
تابعونا عبر فيسبوك
قال عالم المصريات ومدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، الدكتور حسين عبد البصير، إن كساء هرم منكاورع من الموضوعات الجدلية في علم المصريات، إذ يتبنى العلماء وجهة النظر بأن الهرم لم يُكتس بأحجار، وأن البلوكات الموجودة بجواره خاصة بالمعبد الجنائزي.
ويستند هؤلاء إلى أن هذه الأحجار لم تكن مشذبة، ولذا فإن كساء الهرم بهذه الأحجار يخالف طبيعته الأثرية. في المقابل يرى فريق من العلماء من بينهم الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري، أن الهرم كان مغطى بالأحجار الجرانيتية، وطرح مشروع لدراسة إعادة كساء الهرم بهذه الأحجار بالتعاون مع بعثة يابانية.
ما السبب وراء كساء الأهرامات؟
ووفقًا لتصريحات رسمية لوزيري، فقد ذكر أن البلوكات الجرانيتية للكساء الخارجي لهرم منكاورع بلغت حوالي 16 “بلوكًا” لم يتبق منها سوى 7 “بلوكات” فقط، وسيتم دراستها، وترميمها، وتوثيقها، وإعادة تركيبها، وذلك بهدف رؤية هرم الملك منكاورع لأول مرة كاملاً بالكساء الخارجي له كما بناه المصري القديم.
أوضح عبد البصير أن غالبية النظريات ترجح أن الأحجار الجرانيتية الموجودة بجوار هرم منكاورع كانت جزءًا من الكساء الخارجي للهرم، وأنها تساقطت مع مرور الزمن، وتعرضت للتغيرات بفعل العوامل الجوية، مشيرًا في هذا الصدد إلى أن هرم منكاورع تميز في كسائه بأحجار جرانيتية جلبت من أسوان، في حين تم كساء هرمي خوفو وخفرع بأحجار جيرية جُلبت من مدينة حلوان- أقصى جنوب القاهرة- سقطت من الهرم مع مرور الزمن.
تابعونا عبر فيسبوك
وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، أرجع كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، مجدي شاكر، أسباب اختيار إعادة كساء هرم منكاورع؛ لأنه الوحيد الذي كان مغطى بحجارة الجرانيت، وما زالت موجودة حول الهرم وبحالة جيدة، في المقابل أُغلق هرمي خوفو وخفرع بالحجارة الجيرية التي تساقطت، وتم سرقة أجزاء منها.
أوضح عالم المصريات، أن سبب كساء الأهرامات من الخارج بالأحجار الجرانيتية أو الجيرية حتى تعكس أشعة الشمس للتأكيد على ربوبية الملك في العالم الأخر-وفقًا لمعتقداتهم- لافتًا إلى أهمية المشروع في الترويج للسياحة المصرية في ظل الاهتمام العالمي بالحضارة المصرية القديمة.
أسرار الحضارة
وعادة ما تحظى أية مشروعات كبرى بالاهتمام للكشف عن أسرار هذه الحضارة، خاصة وأن البعثة اليابانية تتحمل التكاليف المالية لمشروع كساء هرم منكاورع، بالإضافة إلى خبرة الأثريين المصريين.
تابعونا عبر فيسبوك
وفي تصريحات إعلامية، كان وزيري، قد أكدّ أن مشروع الكساء الخارجي لهرم منكاوري يتم تمويله من البعثة اليابانية، وسيتم تنفيذه خلال 3 سنوات.
وقال وزيري إن اهتمام المواطنين بمشروع الكساء الخارجي لهرم منكاورع يُعد أمرًا إيجابيًا، ولذا من الضروري عقد مؤتمر صحفي عالمي للكشف عن كل تفاصيل المشروع، وتبديد مخاوف المواطنين تجاهه، إضافة إلى طرح المشروع للدراسة والتشاور مع الأثريين والعلماء، وأن تضم لجنة دراسة المشروع خبراء في هذا المجال.
شاهد أيضاً: الصين.. مسنّة تخصص ثروتها لحيواناتها وتحرم أبناءها !