الشرق الأوسط.. من حافة الهاوية إلى حافة التسوية
الشرق الأوسط.. من حافة الهاوية إلى حافة التسوية
لعبة عالية المخاطر في الشرق الأوسط.. صراع تاريخي اشتعل من جديد في “7 أكتوبر” وولّد صراعات جانبية.
حرّك جبهة مجمّدة جنوب لبنان، وزاد سخونة جبهة مشتعلة في سوريا والعراق، وفتح جبهة جديدة في اليمن.
قرّب مسافة الصدام المباشر بين أمريكا وإيران، وجعل المنطقة برمتها على حافة حرب كبرى.
لكن فجأة.. وتحت “أزيز الرصاص” تخرج إلى العلن بوادر تسوية كبرى، تبدأ بهدنة في القطاع، وتنتهي باتفاق إقليمي – دولي كبير قبل حلول الصيف!.
يقول أحدهم إن “الحروب في الشرق الأوسط لا تبقى داخل حدود دولة واحدة”.. الجميع اليوم يشاغب ويشاغل لتحقيق مكاسب وحجز مقعد على طاولات التفاوض، وبينما كانت العوامل تجتمع لجعل توسّع الصراع أكثر احتمالاً، بدأت العوامل تتضافر لتبريد الجبهات والعودة إلى ما قبل “7 أكتوبر”.
ملامح تسوية كبرى، تحت عنوان “اتفاق باريس” فيما يخص القطاع، و”تجميد في المكان” فيما يخص جنوب لبنان، وسط تحرك أوروبي لعقد مؤتمر دولي للسلام.. أما فيما يتعلّق بسوريا والعراق فهذا حديث آخر!.
مسؤولون أمريكيون وقطريون ومصريون وإسرائيليون اجتمعوا في باريس، وتوصلوا إلى خطة عمل بمراحل محددة وتفصيلية، تتضمن هدنة تامة ومستدامة على 3 مراحل، تستمر كل مرحلة 45 يوماً، وتشمل: التوافق على تبادل الأسرى وجثامين الموتى، وإنهاء الحصار، وإعادة الإعمار.. يقال إن ردّ الفصائل في القطاع على “اتفاق باريس” جاء إيجابياً.. ويبقى أن نعرف أن “الشيطان يكمن في التفاصيل”!.
على جبهة جنوب لبنان.. كشف موقع “أكسيوس” الأمريكي عن إعلان قريب عن خطوات لإنهاء التوتر بين الحزب و”إسرائيل”، تقوده أمريكا و4 دول أوروبية.
تقوم خطوات التهدئة على مبدأ “التجميد في المكان”، حيث لن يُطلب من الحزب سحب قواته إلى شمالي نهر الليطاني، ولكن فقط لنحو 8 كيلو مترات، حيث كان متمركزاً قبل 7 أكتوبر، بينما تسحب “إسرائيل” القوات التي حشدتها على الجبهة الشمالية وتتوقف عن اختراق الأجواء اللبنانية.
كل ذلك يجري وسط حديث عن امتيازات اقتصادية ستقدم إلى لبنان، وعن عودة مرتقبة لسعد الحريري إلى الواجهة السياسية، في إطار تسوية أخرى لإنهاء الفراغ الرئاسي والحكومي.
يُفترض أن تقود التهدئة التامة في القطاع إلى توقف جبهة البحر الأحمر تلقائياً، وأيضاً توقف هجمات الفصائل العراقية على القواعد الأمريكية في سوريا والعراق.
أما في الملف السوري.. فيبقى الانسحاب الأمريكي مرتبطاً بتطورات الأوضاع داخل سوريا، التي تشير إلى تغيرات كبيرة منذ عودتها إلى الجامعة العربية، بدءاً من جملة قرارات كبيرة اتخذتها حكومة دمشق على صعيد الجيش والأمن لإنهاء مظاهر الحرب في البلاد، وصولاً إلى تسريبات عن زيارة مرتقبة للرئيس المصري ولاحقاً الرئيس الإماراتي إلى دمشق، وسط حديث أمريكي متصاعد عن انسحاب حتمي من سوريا، قد يحدث بعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة أواخر العام الجاري.
فهل من تسوية شاملة في الشرق الأوسط رغم كل طبول الحرب التي تُقرع ؟!
شاهد أيضاً: عدوانان بيوم واحد.. “إسرائيل” تستهدف ريف العاصمة السورية دمشق ؟!