لماذا المسيرات “كابوس” لأمريكا في سوريا والعراق ؟!
باتت القوات الأمريكية في سوريا والعراق، في حالة قلق مستمر، بعد تكرار الهجمات من قبل “المقاومة العرقية” في المنطقة على قواعدها المنتشرة هناك، خاصة مع استخدام “المقاومة” المسيرات “الانتحارية” في الضربات التي توجهها على قوات واشنطن.
فـ”حرب المسيرات” التي تشنها “المقاومة” تجعل جنود أمريكا وقواعدها “غير محصنة”، على الرغم من الدعم اللوجستي الكبير ومنظومة الدفاع المتطورة ورقابة الأقمار الصناعية الأمريكية، ما أثار تساؤلات كبيرة حول سلامة القوات الأمريكية في كل من سوريا والعراق وأمنها من سرب المسيرات التي تواصل استهدافهم بشكل يومي.
ومنذ 19 تشرين الأول من العام الماضي شنت “المقاومة” 112 هجوماً سواء بالصواريخ أو المسيرات على القواعد الأمريكية داخل الأراضي السورية فقط.
فيما وقع أحدث تلك الهجمات مساء أمس السبت، حيث شنت “المقاومة” هجوماً صاروخياً على القاعدة الأمريكية بحقل العمر في دير الزور شرق سوريا.
تابعونا عبر فيسبوك
إلا أن الدفاعات الجوية التي حاولت التصدي لتلك الصواريخ لم تتمكن من إسقاطها. وجاء هذا الاستهداف الجديد للقاعدة بعد وقت قليل من هجوم مماثل على قاعدة أخرى بحقل “كونيكو” للغاز.
وبحسب محللين عسكريين، منظومة الدفاع الأمريكية يمكنها إسقاط تلك المسيرات لكنها تواجه عدة صعوبات، منها رؤية هذه الطائرات بالعين المجردة من مسافات قريبة، وبالتالي غير قابلة للكشف بواسطة رادارات الدفاع الجوي المصممة للكشف عن المقاتلات الكبيرة الحجم والسريعة.
كذلك نوه المحللون إلى أن “بعض هذه الرادارات وإن كانت أنظمتها فعالة ضد المسيرات الصغيرة، إلا أن تكلفتها مرتفعة”.
وبحسب تقارير صحافية لخبراء عسكريين فقد قدروا تكلفة صاروخ باتريوت الواحد منها ما يقرب المليون دولار في حال استخدمت لإسقاط طائرة من دون طيار لا تتجاوز تكلفتها 500 دولار.
إلى ذلك، بين المحللون أن هذه المقاتلات إن اكتشفت فمن مسافات لا يمكن التعامل معها.
وقال المحللون: “في حال رؤيتها الوقت الذي يستغرق إبلاغ الجنود لمنظومة إدارة النيران ضرب الهدف تكون فرصة للمسيرة لتنفيذ مهمتها بنجاح، على الرغم من أن التكنولوجية المستخدمة في صناعة هذه الانتحاريات غير معقدة، إلا أنها تتميز بقدرتها على التحليق في مرتفعات منخفضة وإن رصدت فهي تكتشف في المراحل الأخيرة مما يصعب استهدافها وبالتالي اسقطاها”.
وأكد المحللون تزويد القواعد الأمريكية في المنطقة، بمنظومات دفاعية مثل “ثود”، التي ثبت إخفاقها أكثر من مرة خلال العقد الماضي في عدد من الأحداث الشهيرة وتدني مستوى كفاءتها عن منظومة إس 400 الروسية.
يذكر أن أواخر الشهر الماضي تعرضت قاعدة الدعم اللوجيستي عند البرج 22 شمال شرقي الأردن، إلى هجوم من قبل “المقاومة العراقية”، أدى إلى مقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة 34، ما دفع واشنطن إلى تنفيذ عدة ضربات لاحقاً على مواقع “المقاومة” في سوريا والعراق، بحسب بيان القيادة المركزية الأمريكية.
ومنذ اندلاع الحرب “الإسرائيلية” على قطاع غزة في تشرين الأول الماضي، تصاعدت الهجمات على القوات الأمريكية في سوريا والعراق، إذ بلغت أكثر من 165 هجوماً بالصواريخ والمسيرات المتفجرة.
شاهد أيضاً : أمريكا تخلي مطار “خراب الجير” في سوريا.. والسبب ؟!