هل الوجود الأمريكي في سوريا قانوني ؟! (تقرير)
تقول إنها جاءت إلى سوريا لمحاربة “تنظيم الدولة”.. وكان المبرر وفق قوانينها المحلية والقوانين الدولية هو “مكافحة الإرهاب”.
أرسلت رسالة إلى مجلس الأمن قالت فيها إنها تحركت ضد “تنظيم الدولة” في سوريا وفق المادة 51 من أجل الدفاع عن النفس ونيابة عن العراق ونفسها.
وقالت أيضاً: إن هناك ضرورة لاستخدام القوة بدون موافقة الحكومة السورية لأنها “ليست قادرة أو غير مستعدة”.
هكذا بررت أمريكا خلال عهد أوباما دخولها المباشر على خط الحرب في سوريا عام 2014.. ولكن!
عام 2022.. كتب المسؤول السابق في إدارة باراك أوباما “بريان فينوكين” مقالاً في مجلة “فورين أفيرز” تحدث فيه عن العملية العسكرية الأمريكية في سوريا، وكانت خلاصة ما كتب أن هذه العملية “بدون تفويض وتقوم على أرضية قانونية ضعيفة”.. فكيف ذلك؟.
تحايل البيت الأبيض عام 2014 على القانون الأمريكي والقانون الدولي، وكان المبرر الرئيسي للذهاب إلى سوريا هو قوانين «مكافحة الإرهاب» المحلية والدولية التي صدرت عقب هجمات الـ11 من أيلول.. وأعلنت واشنطن أن العملية جاءت لمواجهة تنظيمي “داعــ.ش” و”القاعدة” بالتحديد.
إليك أهم خروقات البيت الأبيض لقوانين مكافحة الإرهاب الأمريكية والدولية:
الخرق الأول.. الكونغرس لم يصادق على العملية مقدماً!
الخرق الثاني.. التدخل الأمريكي في سوريا بني على قانون مرره الكونغرس ضد تنظيم “القاعدة” عام 2001.. وحينها لم يكن “داعــ.ش” قد ولد بعد!.
الخرق الثالث.. القوات الأمريكية ومنذ 2016 شنت هجمات جوية ضد الجيش السوري وجماعات مؤيدة له، وليس فقط “القاعدة” و”داعــ.ش”.
لاحقاً صار البيت الأبيض يقول إن هجمات القوات الأمريكية على الجيش السوري والجماعات المؤيدة له كانت إما عن “طريق الخطأ» أو «دفاعاً عن النفس”!.
الخرق الرابع.. اعتراف جون بولتون مستشار الأمن القومي لدونالد ترامب أن أحد أهداف الوجود الأمريكي في سوريا هو جزء من محاربة إيران.
الخرق الخامس.. تصريحات ترامب الواضحة بأن المهمة كانت لتأمين حقول النفط وليس للدفاع عن النفس!.
الخرق السادس.. لم تقدم الإدارة الأمريكية تفسيراً مقنعاً لنظرية “الحكومة السورية غير مستعدة وغير قادرة” لتبرير عملياتها في سوريا.
إذن.. الهجمات الأمريكية في سوريا خالفت ترخيص الكونغرس باستخدام القوة القائم على “مكافحة الإرهاب”، وخالفت “حق الدفاع عن النفس” الذي تجسده المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، حيث لم يكن إجراء “الدفاع عن النفس” ضرورياً ومتناسباً مع التهديد.
وأما السؤال المكرر حول الحكمة من وجود القوات الأمريكية في سوريا، فجوابه يكمن في مقال نشره المسؤول الأمريكي السابق جيفري فيلتمان عام 2021.
يقول فيلتمان: “إنه باستثناء مواجهة تهديد داعــ.ش في شمال شرق سوريا فشلت السياسة الأمريكية منذ عام 2011 في تحقيق أية نتائج إيجابية”.
شاهد أيضاً: دول عربية تقيّد استخدام أمريكا لأراضيها في شن هجمات بالشرق الأوسط !