أمريكا تنقلب على “إسرائيل” في رفح.. واشنطن “تحرك” مجلس الأمن ؟!
تقدمت الولايات المتحدة بمشروع قرار لمجلس الأمن الدولي، يدعو لوقف “مؤقت” لإطلاق النار في قطاع غزة، كما يعارض القرار شن “إسرائيل” أي هجوم بري على رفح جنوب القطاع، وفقاً لما أفادته وكالة “رويترز”.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن أشارت واشنطن إلى أنها ستستخدم حق النقض يوم الثلاثاء، ضد مشروع قرار صاغته الجزائر يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، وذلك لمخاوف من أنه قد يقوض المحادثات بين الولايات المتحدة ومصر و”إسرائيل” وقطر، التي تسعى إلى التوسط في وقف للحرب وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى فصائل القطاع.
وتعارض واشنطن حتى الآن استخدام كلمة وقف إطلاق النار في أي تحرك للأمم المتحدة بشأن الحرب “الإسرائيلية”، لكن مشروع القرار الأمريكي يعبر عن لغة، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه استخدمها الأسبوع الماضي في محادثاته مع رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو.
تابعونا عبر فيسبوك
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، “لا نعتزم الإسراع في طرح نصنا للتصويت. لا نعتقد بأن الإسراع في التصويت ضروري أو بنًاء ونعتزم إتاحة الوقت للمفاوضات”.
ولإقرار أي مقترح في مجلس الأمن، يتعين حصوله على تأييد تسعة أصوات على الأقل وعدم استخدام حق النقض من قبل الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا أو روسيا أو الصين.
وينص مشروع القرار على أنه “في ظل الظروف الحالية، فإن أي هجوم بري كبير على رفح سيلحق المزيد من الأذى بالمدنيين وقد يؤدي لنزوحهم إلى دول مجاورة”.
وتعتزم “إسرائيل” شن هجوم على رفح حيث يحتمي أكثر من مليون فلسطيني من إجمالي عدد سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، مما أثار مخاوف دولية من أن تؤدي مثل هذه الخطوة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة. وحذرت الأمم المتحدة من أن الهجوم “قد يؤدي إلى مذبحة”.
وجاء في المسودة أن خطوة كهذه “سيكون لها آثار خطيرة على السلام والأمن الإقليميين، وبالتالي يجب التأكيد على ضرورة عدم المضي قدماً في مثل هذا الهجوم البري الكبير في ظل الظروف الحالية”.
وتحمي واشنطن حليفتها “إسرائيل” من أي تحرك يستهدفها في الأمم المتحدة واستخدمت حق النقض بالفعل مرتين ضد قرارين في المجلس منذ السابع من تشرين الأول.
لكنها امتنعت أيضاً عن التصويت مرتين، مما سمح للمجلس باتخاذ قرارين بزيادة المساعدات لغزة والدعوة لهدنة إنسانية عاجلة وطويلة.
وهذه هي المرة الثانية منذ السابع من تشرين الأول التي تقترح فيها واشنطن إصدار مجلس الأمن قرارا بشأن غزة. واستخدمت روسيا والصين حق النقض “الفيتو” ضد محاولتها الأولى في أواخر تشرين الأول الماضي.
وبينما تستعد واشنطن لحماية “تل أبيب” من خلال استخدام حق النقض ضد مشروع القرار الجزائري يوم الثلاثاء، قال ريتشارد جوان مدير شؤون الأمم المتحدة بمجموعة الأزمات الدولية، إن “تل أبيب ستكون أكثر قلقاً بشأن النص الذي صاغته واشنطن”.
وأضاف “الحقيقة البسيطة المتمثلة في أن الولايات المتحدة تطرح هذا النص هي بمثابة “طلقة تحذيرية” لنتنياهو، إنها “أقوى إشارة أمريكية في الأمم المتحدة حتى الآن، تفيد بأن إسرائيل لا يمكنها الاعتماد على الحماية الدبلوماسية الأمريكية إلى أجل غير مسمى”.
ولم ترد بعثة إسرائيل لدى الأمم المتحدة في نيويورك بعد على طلب للتعليق على مشروع القرار الأمريكي.
ويرفض مشروع القرار أيضاً “أي تحرك من جانب أي طرف من شأنه أي يؤدي إلى تقليص مساحة أراضي غزة بصورة مؤقتة أو دائمة، بما يشمل إنشاء ما يسمى بالمناطق العازلة بشكل رسمي أو غير رسمي، فضلاً عن التدمير المنهجي والواسع النطاق للبنية التحتية المدنية”.
شاهد أيضاً : صدام حسين «حيّ» ويظهر في مقابلة صحفية !