آخر الاخباررئيسيسياسة

صندوق التعافي المبكر في سوريا.. الأموال مقابل الأفعال !

قبل نحو عام.. شكّل العرب “لجنة اتصال وزارية” من أجل الحوار مع دمشق وحل الأزمة السورية وفق ما عرف بـ”المبادرة الأردنية”.

لاحقاً اجتمعت هذه اللجنة في القاهرة، وقال لهم وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بما معناه: ركزوا على تنفيذ مشاريع “التعافي المبكر”!.

اليوم وبعد مرور أقل من عام على المبادرة الأردنية وفق مبدأ “خطوة مقابل خطوة”، كشفت الأمم المتحدة عن “وثيقة استراتيجية” لإنشاء صندوق مالي للتعافي المبكر سيكون مقره في دمشق!.

هذا المشروع الذي وقفت ضده أمريكا عام 2021 لم يعد خطاً أحمر وأصبح أمراً واقعاً.. فما الذي حدث؟.

في الأعمال الإنسانية الأممية 4 مستويات هي: الإغاثة الإنسانية – المساعدات الإنسانية – التعافي المبكر – إعادة الإعمار.

الإغاثة هي المستوى الأدنى، وإعادة الإعمار الأعلى، ويأتي قبلها تماماً “التعافي المبكر”.

يشير هذا المصطلح إلى الأنشـطة الإنسـانية التـي تتجـاوز تقديـم مسـاعدات الإغاثـة ولكنهـا لا ترقـى إلـى مسـتوى إعـادة الإعمـار!.

لفهم معنى «التعافي المبكر» سنقدم لكم هذا المثال:

تقوم منظمات الأمم المتحدة الإنسانية والدول المانحة بإرسال شحنات مياه وفرق طبية إلى الأراضي السورية باستمرار، وهذا ما يسمى بالإغاثة والمساعدات الإنسانية.. أما “التعافي المبكر” فهو يعني التحول إلى الاستجابة المستدامة عبر استبدال إرسال شحنات المياه والفرق الطبية بإصلاح محطات المياه وتجديد المراكز الصحية.

ظهر تعبير “التعافي المبكر” للمرة الأولى، ضمن قرار لمجلس الأمن عام 2021، معني بتمديد عمل المعابر في الشمال السوري، عندما ضغطت موسكو لتفعيل وزيادة مشاريع “التعافي المبكر” مقابل قبول التمديد للمعابر.

في ذلك الوقت وقفت أمريكا ضد زيادة “مساعدات التعافي”، واعتبرت أنها بمثابة إعادة الإعمار، التي تندرج ضمن لاءات الغرب المعروفة: (لا لرفع العقوبات، لا لإعادة الإعمار، لا للتطبيع مع دمشق).

جاءت المبادرة الأردنية.. وكان البند الأول فيها “ضمان الوصول الإنساني إلى سوريا”.. وهنا كان مطلوباً من دمشق الموافقة على إبقاء المعابر الحدودية في الشمال مفتوحة لمرور المساعدات الإنسانية، مقابل إرسال مساعدات صحية إلى مناطق سيطرة الحكومة.. وهو ما فعلته الحكومة السورية.

البند الثاني شمل “خلق بيئة مناسبة لعودة آمنة للنازحين واللاجئين”.. تقوم دمشق بإجراءات محددة لتسهيل هذه العودة مقابل تمويل وتنفيذ مشاريع “الإنعاش المبكر”.. وهنا بيت القصيد!.

لاحقاً.. وخلال شهر آب من العام الماضي، وبعد أن أنهت أمريكا تجميد العقوبات على سوريا بسبب الزلزال، نشرت وزارة الخزانة الأمريكية نشرة توضيحية مفادها أن هناك استثناءات للمشاريع المرتبطة بالاستقرار والتعافي المبكر.

تابعونا عبر فيسبوك

يُظهِر التساهل الأمريكي حينها أن القبول اللاحق باستثناء مشاريع التعافي بعد رفض سابق يأتي ضمن شروط سياسية بدأت بالتحقق!.

ثم جاء الكشف عن الوثيقة الأممية قبل أيام لتكتمل تفاصيل القصة.

صندوق التعافي المبكر، سيكون مقره في دمشق، يعمل تحت قيادة مباشرة من منسق الأمم المتحدة المقيم للشؤون الإنسانية.

تقول المصادر إن مارتن غريفيث، الذي استقال مؤخراً من رئاسة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة هو صاحب الفكرة، واقترح أن الصندوق سيجذب الأموال الخليجية لأنه ستكون لديه خطوط حمراء أقل فيما يتعلق بالعقوبات الغربية والأمريكية خاصة!.

مصطلح “التعافي المبكر” غامض من حيث التعريف وحدود العمل.. هذا الأمر يمنح مرونة للمفاوضات السياسية، لتصبح المعادلة وفق الآتي:

ترتفع كمية الأموال في الصندوق الأممي كلما ارتفعت نسبة الإنجاز في المبادرة الأردنية!.

شاهد أيضاً: هل تخلت أمريكا عن “إسرائيل”.. الرئيس بايدن يجيب ؟!

 

زر الذهاب إلى الأعلى