النيجر توجّه ضربة أفريقية لأمريكا
في حدث اعتبرته وسائل إعلام أمريكية أنه سيفتح الباب على زيادة النفوذ الروسي في منطقة الساحل الأفريقي، وافقت الولايات المتحدة على سحب قواتها من النيجر، وفق ما ذكرت وكالة “رويترز”.
الإعلان جاء أيضاً على لسان عدد من المسؤولين الأمريكيين في حديثهم لصحيفة “نيويورك تايمز”، حيث أكدوا أن نائب وزير الخارجيّة الأمريكي كورت كامبل وافق على طلب سلطات نيامي سحب القوات الأمريكية البالغ قوامها أكثر من ألف جندي من النيجر.
وبحسب الصحيفة، فإن القرار لم يكن مفاجئاً، فالنيجر قالت الشهر الماضي إنها ستلغي اتفاق التعاون العسكري مع الولايات المتحدة بعد سلسلة من الاجتماعات في العاصمة نيامي مع وفد دبلوماسي وعسكري أمريكي رفيع المستوى.
تابعنا عبر فيسبوك
وقال مسؤولون، إن الدبلوماسيين الأمريكيين سعوا في الأسابيع القليلة الماضية إلى إنقاذ اتفاق التعاون العسكري مع الحكومة العسكرية في النيجر، لكنهم فشلوا في النهاية في التوصل إلى حل وسط.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الخطوة تتماشى مع النمط الأخير الذي اتبعته دول منطقة الساحل، بقطع العلاقات مع الدول الغربية، والاتجاه بشكل متزايد، نحو الشراكة مع روسيا ودول أخرى.
وفي هذا السياق، لفتت الصحيفة إلى انتقادات وجهها نائب وزير الخارجية الأمريكي “كامبل” لرئيس وزراء النيجر بعد عقده صفقة مع إيران بشأن اليورانيوم.
انسحاب منظّم
المسؤولون الأمريكيون قالوا للصحيفة إن المناقشات جارية مع النيجر للتخطيط لـ”انسحاب منظم ومسؤول” للقوات الأمريكية، على أن يبدأ التنفيذ الأيام المقبلة، في عملية ستستغرق أشهراً حتى تكتمل.
وبحسب وسائل إعلام متابعة، يتمركز العديد من الأمريكيين المنتشرين في النيجر في القاعدة الجوية الأمريكية 201، وهي منشأة عمرها ست سنوات كلفت 110 ملايين دولار في صحراء شمال البلاد، وهي شبه مجمدة منذ الانقلاب على محمد بازوم.
وبسبب الانقلاب، اضطرت الولايات المتحدة إلى تعليق العمليات الأمنية والمساعدات التنموية للنيجر. ولا يزال بازوم رهن الاعتقال، بعد ثمانية أشهر من الإطاحة به.
تغلغل روسي
قبل أيام أرسلت روسيا 100 مدرب عسكري ونظام دفاع جوي إلى النيجر، وهو ما جعل جعل فرص التعاون بين النيجر وأمريكا على المدى القصير أقل احتمالاً.
ووفقاً لوكالة أنباء ريا نوفوستي الروسية، فإن الموظفين الروس هم جزء من فيلق أفريقيا، وهو الهيكل شبه العسكري الجديد الذي يهدف إلى أن يحل محل مجموعة “فاغنر”.
ويأتي التغلغل الروسي في النيجر استكمالاً لتوجه موسكو نحو دول بوركينا فاسو ومالي، وهما دولتان مجاورتان، سبق وأن طلبت حكومتاهما مساعدة روسية للمساعدة في محاربة إرهـ .ـابيي القاعدة.
شاهد أيضاً: انتهت المهمة.. تعليق روسي على محاولة اغتيال الرئيس الأوكراني ؟!