آخر الاخباررئيسيسياسة

أنقرة تخاطب دمشق أمام الكاميرات.. «إجت لتكحلها قامت عمتها»!

تعيد حكومة أردوغان الكرّة، مرة أخرى، أمام الكاميرات للتقارب مع سوريا، ومرّة أخرى يأتي الردّ من دمشق بالنفي والرفض.

في المرة الأولى اعتمدت حكومة أردوغان تسريبات الصحف، حيث نقلت 3 صحف أنباء عن نوايا تركيا بالتعاون مع سوريا، مزجتها بتسريبات عن لقاءات سرّية على مستوى استخبارات البلدين.

وكان رد دمشق بالثلاثة برفض التعاون قبل جلاء الجيش التركي من سوريا، ونفي أي لقاءات مؤخراً بين أي مسؤول سوري وآخر تركي.

أعادت الحكومة التركية المحاولة مجدداً، وهذه المرة على الهواء مباشرة، ولكنها في هذه المرة أيضاً أخطأت في الأسلوب.

وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو وفي مقابلة مع قناة «سي إن إن ترك» أعلن أن حكومته مستعدة للتعاون مع الدولة السورية «دون الاعتراف بها»، وأن التعاون يمكن أن يشمل مكافحة الإرهاب واللاجئين.

وشبه أوغلو هذا الاقتراح بتعاون حكومة بلاده مع حركة «طالبان» الأفغانية دون الاعتراف بها، فجاء الردّ مرة أخرى من دمشق: «لا يمكن لسوريا أن تتعاون في مجال مكافحة الإرهاب مع نظام إرهابي»، واعتبرت التصريحات التركية والتسريبات «هذيان سياسي».

مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية قال إن «آفة الكذب والتلفيق لم تعد تقتصر على أردوغان بل انتشرت هذه العدوى لمسؤولين آخرين في نظامه».

تابعونا عبر فيسبوك

التعاون مع دمشق على طريقة «طالبان» غير مجدي، فالحكومة السورية شرعية ومعترف بها أممياً، وليست تنظيماً مسلحاً استولى بالقوة على البلاد، كما فعلت حركة «طالبان» التي لم تحظ حتى الآن باعتراف أي دولة.

كما أن التعاون مع «عدم الاعتراف» يعني القدرة على التملص من الالتزامات حين تنتفي الحاجة بالنسبة لحكومة حزب العدالة والتنمية، خاصة أن الاستحقاق الرئاسي المقبل في تركيا يفرض على الحزب الحاكم ذلك، بسبب قضية إعادة اللاجئين السوريين التي أصبحت ورقة رابحة في الانتخابات المقبلة.

وجهة نظر أخرى

هناك وجهة نظر أخرى تقول إن حكومة أردوغان قد تسعى من وراء هذا الطرح إلى تجنب الحرج، خاصة بعد 11 عاماً من التصعيد التركي «الكلامي» ضد دمشق.

فإحياء العلاقات مع سوريا يحتاج خطوات تمهيدية لتهيئة الرأي العام، واقتراح التعاون مع دمشق «دون الاعتراف» تراه أنقرة فكرة جيدة تمهّد لإعادة العلاقات.

لكن المشكلة أن الدولة السورية فقدت الثقة بحكام أنقرة، وهي تريد قبل كل شيء جلاء الجنود الأتراك، وضمانات، والأهم أنها تريد اعترافاً كاملاً غير منقوص!

وسام ابراهيم

شاهد أيضاً: السوريون في تركيا.. لاجئون على كفّ عفريت!

زر الذهاب إلى الأعلى