آخر الاخباررئيسيسياسة

السوريون في تركيا.. لاجئون على كفّ عفريت!

أنتَ شخصٌ غيرُ مرغوبٍ فيه، وجودك على كفّ عفريت، قيمتُكَ «تريند» على «تويتر»، وكرامتُك تتقاذفُها المهاتراتُ السياسية، وجودُكَ ورقةُ مساومةْ، تعيشُ تحتَ ضغطٍ نفسي وعدمَ استقرار.. وقلقْ من المستقبل.. هل عرفت من أنت؟

أنت اللاجئ السوري داخل تركيا في موسم الانتخابات، هذا التوصيفُ ليسَ من وحي الخيال.. ولا كلامُ مغرضين.. ولا من يحزنون

هذا باختصار جزءٌ من تعليقات السوريين في تركيا على تصريحٍ لافتٍ للسيد أردوغان، قال فيه إنه يبذل جهداً «من أجل إعادة طوعية للاجئين».. وفَهِمَهُ اللاجئون على أنه «إخطارٌ بالترحيل»!

على مدارِ 10 سنوات استثمرت أنقرة كثيراً في قضية اللاجئين السوريين، في البداية لإسقاط حكومة دمشق، واقتطاعِ أراضٍ من سوريا تحت مسمى «منطقةْ آمنة».

ولاحقاً لابتزاز أوروبا باللاجئين والحصولِ على تنازلاتٍ من دمشق ترضي غايات الحزب الحاكم في تركيا..

لكن الحربَ طالتْ.. وطالتْ إقامةُ اللاجئين، وصاروا عبئاً كبيراً بنظر الأتراك.

ورقة رابحة!

تقول آخر استطلاعات الرأي إن 84 % من مؤيدي حزب أردوغان يريدون إعادة اللاجئين.. وإن نصفَ الأتراك يعتبرونهم «أشخاصاً خطرين».

تقول صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن «انتخابات 2023 لا تقل أهميةً بالنسبة لتركيا عن أهميتها بالنسبة للسوريين هناك».

فإذا فازت المعارضة سيتم ترحيل السوريين، وإذا فازت الحكومة فسيبقون في تركيا.

لكن ولأن الناخبَ التركي يريد إعادة اللاجئين، فقد توحّدتْ تصريحاتُ المتنافسين على الوصول إلى القصر الرئاسي حول ضرورةِ ترحيلِ السوريين، حتى إن أردوغان نفسَهُ خرج بتصريحين في هذا الشأن بأقل من 24 ساعة..

التصريح الأول قوله إنه يبذل جهداً «من أجل إعادة طوعية للاجئين»

والتصريح الثاني قوله إنه سيضمن «عودة اللاجئين مع استكمالِ بناءِ منازلِ الطوبْ في شمالي سوريا»

مواقعُ سورية معارضة كشفت عن إرسال المديرية العامة للهجرة في تركيا رسائل نصية قصيرة إلى 150 ألف سوري بقصدِ سحبِ هوياتِهم وإرسالِهم إلى الشمال السوري.

وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أعلن عن خططٍ تعملُ عليها حكومته من أجل عودة السوريين لبلدهم.

هذه إذاً دعايةُ حزبِ العدالةِ والتنمية الحاكم الانتخابية.. ودعايةُ المعارضة أكثرُ ضراوةْ!

الترحيل

خلال حديثهِ عن اللاجئين السوريين استأنسَ وزيرُ الداخلية التركي بدراسةٍ لحزبِ «الحركة القومية» عن السوريين والهجرة، أخطرُ ما جاء فيها:

«إن دمجَ السوريين في تركيا يحتاج إلى قرنٍ كاملْ، والنتائجُ غيرُ مضمونة، وسنورّثُ الأجيالَ القادمةَ مشكلةً إثنيةً جديدةً هي السوريين»

كما تقدّمُ الدراسةُ فرضيةً غريبةً مثلَ أنّ 34 مليار تمّ صرفُها على السوريين، يمكنْ أن تؤسس 7 شركاتٍ مثلَ «فورد أوتوسان» التركية، تؤمّن دخلاً لكل سكانِ ولاية كيركالي البالغ عددهم 300 ألف نسمة.

ملخصُ الدراسة التي اهتدى بها وزير الداخلية التركي تقول: إن الفائدة الاقتصادية من السوريين معدومة، ودمجُهُم أو وإعادةُ توطينهِم أمرٌ مستحيل، بقيَ أمرٌ واحد.. الترحيلْ!

وسام ابراهيم

شاهد التقرير بطريقة الفيديو: السوريون في تركيا.. لاجئونَ على كفِّ عفريت!

زر الذهاب إلى الأعلى