رأس الرجاء “غير الصالح”.. طريق الأشباح والموت المحتوم ؟!
بحارة أوروبيون على أرصفة الموانئ وفي الأزقة والحانات رووا منذ القرن السابع عشر حكايات مخيفة عن سفينة غامضة تدعى “الهولندي الطائر”، البحارة كانوا يروون القصة بعيون جاحظة وأنفاس متسارعة، كيف أنهم رأوا بأم أعينهم أشرعة السفينة الشراعية القاتمة التي تقودها الأشباح.
حكاية السفينة بدأت عندما كانت تحاول الدوران حول أفريقيا في جوٍ عاصف إلا أن ربانها رفض التوقف حتى تزول العاصفة، وأقسم للبحارة بأنهم لن يروا الشاطئ إلى أن تدور السفينة حول رأس الرجاء الصالح.
ذلك الطريق البحري الذي كان يشكّل رعباً للبحّارة عاد اليوم ليكون كابوساً لشركات الشحن الكُبرى حول العالم.
تابعونا عبر فيسبوك
تقول القصة الأسطورية إن قبطانا هولنديا يدعى فيليب فان دير ديكن، كان على متن سفينته “الهولندي الطائر” قادما عام 1641 في رحلة عودة من جزر الهند الشرقية إلى أوروبا.
في تلك الأثناء وفيما كانت السفينة تحاول الإبحار حول رأس الرجاء الصالح، تعرضت لعاصفة هوجاء. انتشر السخط بين البحارة وطلب أفراد من طاقم السفينة من القبطان العنيف أن ترسو السفينة في انتظار انتهاء الطقس السيء، إلا أنه رفض بشدة حتى لو بقيت السفينة في البحر إلى الأبد.
تحولت قصة السفينة فيما بعد إلى أسطورة “الهولندي الطائر” وتم ذكرها في الأدبيات الأوروبية أكثر من مرة في القرن الثامن عشر، فيما بقيت الروايات عنها تتردد حتى القرن العشرين، وحولتها هوليود إلى سلسلة أفلام عن “قراصنة الكاريبي”.
اليوم.. ربما لم تعد قصة “الهولندي الطائر” التي حاولت الالتفاف حول أفريقيا متداولة.. لكن طريق رأس الرجاء الصالح عاد ليكون أمراً واقعاً وكابوساً يلاحق سفن العالم.
الطريق الذي ارتاحت شركات الشحن الدولية من شرّه بعد فتح قناة السويس، عاد خلال الأشهر الماضية ليكون طريقاً رئيسياً لسفن العالم الهاربة من نار البحر الأحمر.
الفصائل اليمنية اتخذت قراراً باستهداف سفن الشحن المارّة قرب باب المندب المتجهة إلى الموانئ “الإسرائيلية” أو المتعاونة مع حكومة “تل أبيب”.
هذا القرار دفع عشرات السفن للتخلي عن طريق البحر الأحمر والعودة إلى طريق التجارة القديم.
فهل تتحول الأسطورة من “الهولندي الطائر” إلى “اليمني الثائر” ؟!.
شاهد أيضاً : عدوان جديد يطال ريف دمشق.. “إسرائيل”: لا تعليق ؟!