بازار لبنان.. كل شيء بمقدار إلا السوري بمليار!
“إهانة وضرب وطرد من المنازل.. تحطيم ممتلكات وحرق خيم.. وتهديدات بالشحن عبر «قوارب الموت» إلى أوروبا.. الانتهاكات والمضايقات ضد اللاجئين السوريين في لبنان تزداد حدة.. والأوروبيون يهرولون إلى بيروت قبل أن يقع المحظور.. لماذا بإمكان اللبنانيين رمي اللاجئين السوريين في البحر من دون أن يقول لهم أحدٌ أفٍّ أو ينهرهم؟”.
نحو مليوني سوري في بلاد الأرز، صاروا رهينة ألاعيب ساسة لبنان.. فتحوا باسمهم «بازار» التفاوض مع أوروبا لتحصيل أموال من فئة “المليار يورو”!.
مؤخراً.. خرج وزير المهجرين «عصام شرف الدين»، وطالب الأمن اللبناني بعدم توقيف أي شخص يحاول الهجرة عبر البحر!.
والأخطر بالنسبة لأوروبا أولاً، أن الوزير اقترح تنظيم رحلات ترحيل بالقوارب، تنقل اللاجئين السوريين من سواحل لبنان إلى سواحل الغرب.
وفجأة.. حطت رئيسة المفوضية الأوروبية برفقة رئيس قبرص رحالها في بيروت، وأعلنت عن تقديم حزمة مالية بقيمة مليار يورو إلى لبنان، بينما كانت تطالب بتعاون الحكومة اللبنانية في إيقاف هجرة السوريين عبر البحر انطلاقاً من لبنان!.
هاجم زعماء وسياسيون لبنانيون الصفقة الأوروبية واعتبروها “رشوة”.. سمير جعجع الذي يقود حملة التحريض ضد اللاجئين السوريين اعتبر أنهم “خطر وجودي” على لبنان، أما جبران باسيل فقال إن “لبنان ليس للبيع أو الإيجار”!.
ولكن لماذا يتجرأ زعماء لبنان على إطلاق تصريحات قاسية في وجه الأوروبيين ويهددونهم باللاجئين؟!.
إذا عدنا نحو 20 سنة إلى الوراء سنكتشف أن لبنان وقّع اتفاقاً مع مفوضية اللاجئين الأممية عام 2003.
تابعونا عبر فيسبوك
ينص الاتفاق على أن “لبنان ليس دولة لجوء” وأن “الحل الدائم الوحيد للاجئين هو إعادة التوطين في دولة ثالثة”.
يمنح الاتفاق اللاجئ حق الإقامة في لبنان لمدة لا تتجاوز السنة، وفي حال تعذّر على المفوضية توطينه في بلد ثالث، يحق حينها للدولة اللبنانية إعادته إلى بلده من دون أي اعتراض من المفوضية.
بحسب الاتفاقية فإن مفوضية اللاجئين الأممية خالفت بنود الاتفاقيّة منذ بداية النزوح السوري إلى اليوم، ويمكن للحكومة اللبنانية إلزام المفوضية بتوطين السوريين في بلد ثالث بعد انقضاء مهلة الإقامة التي لا تتجاوز السنة، وإلا فمن حق لبنان ترحيل اللاجئين باعتبار أنهم مهاجرون غير شرعيين!.
يقول مراقبون: “يبدو أن مبلغ المليار يورو لم يكن مرضياً”، وأن رفع سقف التصريحات لدى بعض الساسة في لبنان بعد الإعلان عن حزمة المساعدات الأوروبية الهدف منه هو تحصيل أموال إضافية.
ولكن هناك جبهة سياسية أخرى في بلاد الأرز ترفض سياسة الاتحاد الأوروبي لإبقاء اللاجئين السوريين في لبنان، مهما كان الثمن المالي المدفوع.. وتريد من أوروبا العمل على إعادة السوريين إلى بلدهم عبر إعادة فتح الأبواب الدبلوماسية المغلقة مع دمشق، وإعلان بعض المناطق في سوريا آمنة.
ختاماً.. وبغض النظر عن نوايا السياسيين في خاصرة سوريا الرخوة، وبغض النظر أيضاً عن الخصومات السياسية فيما بينهم، فالمؤكد أن الجميع يريد ترحيل اللاجئين عاجلاً أم آجلاً.. والمؤكد أكثر أن السوريين في لبنان أصبحوا على “كفّ عفريت”!.
شاهد أيضأً: على مرأى الجميع.. سفير “إسرائيل” ينتهك حرمة الأمم المتحدة ؟!