“المروحية المحطّمة”.. قصة وفاة الرئيس الإيراني “من الألف إلى الياء” ؟!
اثنا عشرة ساعة كانت كفيلة ليحبس العالم أنفاسه بينما ينتظر الخبر اليقين، ليأتي الخبر بأن الرئيس الإيراني ومرافقيه باتوا في عداد المتوفين، بعد أن تعرضت مروحية تقلّهم لحادث فوق محافظة أذربيجان الشرقية، شمال غربي إيران.
وصباح اليوم الإثنين، أعلنت إيران بشكل رسمي عن وفاة رئيسي والوفد المرافق جراء تحطم طائرة مروحية عُثر عليها في منطقة جبلية وعرة شمال غرب إيران.
الحادثة تم الإعلان عنها عصر أمس السبت، حيث أكد التلفزيون الرسمي الإيراني، بأن طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي هبطت اضطرارياً قرب مدينة جلفا الواقعة على الحدود مع أذربيجان. وقال وزير الداخلية أحمد وحيدي للتلفزيون الرسمي: إنّ المروحية نفّذت “هبوطاً صعباً”.
وكان رئيسي في طريق العودة من محافظة أذربيجان الشرقية، بعد أن التقى صباحاً بالرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في افتتاح سد “قير قلعة سي”، الذي يقع على نهر آراس الحدودي مع أذربيجان.
تابعونا عبر فيسبوك
ورافق رئيسي وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ومحافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتي وخطيب جمعة تبريز آية الله علي آل هاشم.
وأفاد الإعلان الرسمي من وزارة الداخلية الإيرانية بأن مروحية الرئيس كانت ضمن موكب مؤلف من ثلاث طائرات، تمكنت اثنتان منهما من العودة دون المروحية التي كانت تقل رئيسي.
وأعلنت وكالة الأنباء الإيرانية أن المروحية سقطت في منطقة فارسكان، التي تبعد نحو 49 كيلومتراً عن مكان السد.
ووفقاً لوسائل إعلام، كان من المفترض نقل الرئيس الإيراني من مكان السد إلى أقرب مطار داخلي، أي إلى مدينة تبريز التي تقع في محافظة أذربيجان الشرقية، فيما يبعد مكان سقوط الطائرة عن المطار المفترص 54 كيلومتراً، أي أن المروحية قطعت نصف المسافة نحو وجهتها.
وفور الإعلان عن الحادث، انطلقت عملية بحث ماراتونية. وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”، شارك 73 فريقاً في عمليات البحث والإنقاذ، مستخدمين الكلاب المدرّبة والطائرات المسيّرة.
كما فعّل الاتّحاد الأوروبي بناءً على طلب طهران، نظام الخرائط الخاصّ به لمساعدة إيران في العثور على مروحيّة رئيسي.
وقد صعّبت تضاريس المنطقة الجبلية عمليات البحث، حيث قال الهلال الأحمر الإيراني أن طبيعة الجغرافيا المليئة بالغابات والظروف الجوية السيئة تبطئ عمليات الإنقاذ. كما كان الضباب الكثيف يحجب الرؤية، حيث كانت تقدّر أقصى مسافة للرؤية أفقياً بـ5 أمتار.
وبعد ساعات من فقدان المروحية، حددت فرق الإنقاذ منطقة سقوط الطائرة المحتملة. وأرسلت السلطات الإيرانية إلى موقع الحادث “أكثر من 20 فريق إنقاذ مجهزّة بمعدّات كاملة، بما في ذلك طائرات بدون طيار وكلاب إنقاذ”.
وجنّدت جمعية الهلال الأحمر الإيراني 40 فريقًا للرد السريع للبحث في الاتجاهات كافة للعثور على المروحية.
وأفاد وزير الداخلية الإيراني ليل الأحد بأنّ عمليات البحث أصبحت صعبة للغاية بسبب “الأحوال الجوية غير المؤاتية”، مضيفاً “قد يستغرق الوصول إلى المنطقة بعض الوقت”.
وقد بثّ التلفزيون الرسمي صوراً لعدد من عناصر الهلال الأحمر الإيراني يسيرون وسط ضباب كثيف في مناطق جبلية، ويستخدمون مركبات وسيارات رباعية الدفع تتقدم على طرق ضيقة موحلة.
وفي خضم تضارب الأنباء عن تقدم جهود البحث، نقل التلفزيون الحكومي عن مسؤول قوله إن أحد أفراد الطاقم وراكباً واحداً على الأقل تواصلا مع رجال الإنقاذ.
وبعد أكثر من 12 ساعة على بدء البحث، رُصد حطام المروحية المفقودة.
وصباح اليوم، أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية أمير عبد اللهيان والوفد المرافق لهما في حادث المروحية الرئاسية.
شاهد أيضاً : محمد مخبر.. من هو نائب الرئيس الإيراني الذي سيتولى رئاسة البلاد ؟!