الصفر في دبي بـ550 دولار.. ما هي الوجهة الجديدة للشباب السوريين ؟!
لا يزال الشاب السوري يرى مستقبله بعيداً عن بلده الأم سوريا، بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي تحول بينه وبين تأمين لقمة العيش وبيت يأويه، فالزواج والسكن والسيارة باتت أحلاماً صعبة المنال، فما هو أبسط من ذلك، مثل المأكل والمشرب والملبس تأمينها يكون بشق الأنفس، وبعض الأساسيات تحولت إلى كماليات، لذلك طوق النجاة بالنسبة للسوري هي “الهجرة” إلى الخارج.
لكن في كل مرة تتغير وجهته تبعاً للقيود التي تفرضها الدول على دخوله إليها، ما فتح المجال للسؤال عن الوجهة الجديدة للسوريين الراغبين بـ”الهجرة”؟
تابعونا عبر فيسبوك
عضو غرفة سياحة دمشق محمد البني كشف لـ”كيو بزنس”، أن الوجهة الجديدة للراغبين بالهجرة من الشباب السوريين هي ماليزيا، وتكلفة السفرة الأولى تتجاوز 3-4 آلاف دولار.
وذكر البني أن أغلب السوريين يفضلون الدول الأوروبية للاستقرار لكنها غير متاحة لهم بطرق شرعية، لوجود قيود تمنع وصولهم إليها.
وبيّن أن الشباب يفكرون بالهجرة، بسبب ضيق الحالة المادية وخدمة العلم، وبات التوجه حالياً إلى ماليزيا وأفريقيا.
عضو غرفة السياحة، اعتبر أن ماليزيا الدولة الوحيدة التي تحقق طموح الشاب السوري، من ناحية المردود المادي، حيث يصل إلى حوالي 700-800 دولار، وتكاليف المعيشة المنخفضة المقدرة بنحو 300 دولار، مبيّناً في ذات الوقت أن عدد المهاجرين إلى ماليزيا قليل بسبب ارتفاع تكاليف السفرة الأولى، حيث تتجاوز 3-4 آلاف دولار.
وتابع البني: “من يسافر إليها لا يفكر بالعودة بسبب بعد المسافة ما بينها وبين سوريا، ونسبة المهاجرين من الشباب نحو 40-50%”.
الصفر في الإمارات يحتاج إلى 550 دولار
وبخصوص الهجرة إلى الإمارات، بيّن أن ارتفاع تكاليف المعيشة فيها لم تناسب الشاب السوري الذي يحلم بالبدء من الصفر، فهذا الصفر يحتاج بالحد الأدنى إلى 2000 درهم ما يعادل 550 دولار، لتأمين مصاريف الطعام والشراب والمسكن لشهر واحد فقط.
وأضاف عضو غرفة السياحة وصاحب مكتب سياحة وسفر، أن دخل السوري في الإمارات قد يكون أقل من 2000 درهم، وهذا المبلغ لا يتناسب مع التكاليف المعيشية.
أربيل تغلق أبوابها في وجه السوريين
وفيما يتعلق بسبب إيقاف أربيل منح تأشيرة السفر للسوريين، أوضح البني أن السلطات أوقفت التأشيرة لمن هم تحت سن 45 عاماً، وذلك لكثافة الهجرة إليها من فئة الشباب سواء بقصد العمل أو غيره.
من جهته، بيّن محمد العبيد صاحب مكتب سياحة وسفر لـ”كيو بزنس”، أن وجهة السوريين في السنوات الماضية، كانت أربيل ودبي والدول القريبة من السواحل الأوروبية، مثل تركيا وليبيا.
بينما الوجهة الحالية هي دبي رغم أن تكاليف المعيشة فيها مرتفعة إلا أنها الخيار الوحيد المتاح للسوريين، والبعض يسافر لتأمين بدل العسكرية، وذلك بحسب ما ذكره العبيد.
وعن تكلفة السفر إلى دبي، أجاب أن تكلفة إقامة العمل لمدة عامين والمعيشة لشهر واحد بالنسبة لشاب ينوي البدء من الصفر، تتراوح ما بين 40-50 مليون، مفنداً المصاريف: “تذكرة طيران 4 مليون، 7 مليون معيشة وسكن، إقامة 28-30 مليون”.
العبيد أشار إلى أن ليبيا لم تعد الوجهة الأولى للسوريين لارتفاع تكاليف السفر إليها، حيث تصل إلى 28 مليون، فالسلطات الليبية رفعت التكاليف للحد من الهجرة إليها.
كما اعتبر أن ماليزيا بلد تجاري وليس لجوء، وأغلب المسافرين إليها من السوريين لهدف الدراسة أو الاستثمار، وهم من حملة الشهادات الجامعية كون البلاد تحتاج إلى إتقان اللغة إنكليزية.
ولفت إلى أن دخولها لا يحتاج لتأشيرة، فبمجرد الوصول إلى المطار الماليزي يتم منح تأشيرة دخول لمدة شهر إلى 3 أشهر، وتكلفة تذكرة الطيران تتراوح ما بين 600-900 دولار.
شاهد أيضاً: “الشيخوخة” تهدد المجتمع السوري.. كم بلغ عدد سكان سوريا ؟!