سـوريا.. سابع المستحيلات لم يعد مستحيلاً
تركيا تعود إلى سوريا عبر “منفذ القائم”، ودول الخليج تجتمع على كلمة واحدة في الملف السوري، بما في ذلك قطر!.
أوروبا تستعين برجال استخباراتها لإعادة التواصل، ودمشق تنظّف طرق العبور نحوها من العراقيل ومن “الكبتاغون”!.
ماذا عن أمريكا ؟
زار أردوغان العراق في نيسان الماضي، فأعلنت بغداد دخولها على خط الوساطة بين دمشق وأنقرة.. وقال رئيس الحكومة محمد شياع السوداني “إن شاء الله سنرى بعض الخطوات في هذا الصدد قريباً”.
تقول إحدى التحليلات إن عرض بغداد للوساطة قد يكون مدفوعاً بطلب تركي، كون ذلك تزامن بعد زيارة أردوغان إلى العراق.. فهل طلب أردوغان من السوداني التدخل فعلاً؟!.
صحيفة الأخبار نقلت عن مصدر حكومي عراقي قوله إن «العراق قطع أشواطاً مهمة في تقريب المسافة بين سوريا وتركيا، وعقْد مصالحة بينهما وإنهاء الخلافات بشكل جذري».
اجتماع مرتقب بين مسؤولين سوريين وأتراك ستشهده بغداد خلال حزيران الجاري أو بداية تموز، وقد يحضر مسؤولون روس.. هكذا تقول التسريبات.
وتقول التسريبات أيضاً إن الاجتماع المرتقب سيكون على مستوى الخبراء، من باب جس النبض واستشعار وجود أي تغيّر حقيقي في موقف أنقرة حيال الانسحاب من سوريا.
اللافت كان شن السلطات التركية حملة ضد مكاتب الصرافة والحوالات التي تضخ الأموال إلى الشمال السوري، والقبض على أصحابها ومصادرة عشرات ملايين الدولارات.
مراقبون ربطوا التحرك التركي المفاجئ بإعلان العراق رعاية إحياء مفاوضات التطبيع بين سوريا وتركيا، وقالوا إن هذا الأمر يذكّر بإجراءات تركية مماثلة قبل المصالحة مع مصر.
فهل ينجح العراق في مهمة إحياء «ملف التطبيع» بين سوريا وتركيا؟ ويشرب الأسد وأردوغان المرطبات في بغداد قريباً مع جدول أعمال يتضمن جدولة الانسحاب التركي من سوريا؟.
ليس بعيداً عن حدود العراق.. إلى الجنوب على بعد نحو ألف كيلو متر عن أرض الرافدين، وتحديداً من قلب الدوحة، أصدر مجلس التعاون الخليجي بياناً لا يقبل التأويل.
المجلس برئاسة قطر أشاد بقرار الرياض تعيين سفير لها لدى دمشق، وأعلن رفضه التدخلات الإقليمية في شؤون سوريا الداخلية، وأدان الهجمات الإسرائيلية، وأكد احترامه لسيادة سوريا على أراضيها.
هناك في الدوحة، كان وزير الخارجية التركي حاضراً باجتماع مجلس التعاون الخليجي وقال: إن العراق مثال جيد للتعاون الإقليمي الذي يمكن أن يؤدي إلى نتائج هائلة!.
كرة الودّ تتدحرج بين سوريا ودول الخليج.. انفتاح سعودي كبير منذ قمة البحرين، تمثل بإعادة فتح سفارتها في دمشق، وتقديمها مالاً ومعدات لإعادة تأهيل المشافي والطائرات السورية!.
سوريا أيضاً تحركت لإنهاء أهم ملف يؤرق دول الخليج والأردن، عمليات نوعية لضبط الحدود ومكافحة تهريب المخدرات، كان آخرها 3 عمليات أمنية متزامنة في السويداء واللاذقية وحلب.
تابعونا عبر فيسبوك
فهل بدأت نتائج أعمال “لجنة الاتصال العربية” بالظهور؟
أوروبا ليست بعيدة عن التحولات الكبيرة.. رئيسا مخابرات رومانيا وإيطاليا زارا سوريا والتقيا بالأسد، وأيضاً وزير الدولة لشؤون الخارجية التشيكية.
8 دول أوروبية غردت خارج سرب الاتحاد الأوروبي.. النمسا والتشيك وقبرص والدنمارك واليونان وإيطاليا ومالطا، اتفقت على إعادة تقييم الوضع في سوريا لحل أزمة تدفق اللاجئين إلى أوروبا.
يرى مراقبون أن تبني 8 دول أوروبي قراراً بإعادة تصنيف سوريا سيؤثر على موقف باقي أعضاء الاتحاد الأوربي الـ27.
ماذا عن موقف واشنطن من كل ما يحدث؟
أمريكا التي جمّد رئيسها قانون “مناهضة التطبيع مع سوريا”، تكتفي بدعوة الدول العربية للضغط على دمشق لتحقيق “تغيير ذي معنى”.
فهل نرى تغيّراً أمريكياً “ذي معنى” تجاه سوريا، يؤسس لإنهاء الحصار الاقتصادي بعد إنهاء الحصار السياسي؟.
لمن لا يعلم فإن مفعول «قانون قيصر» ينتهي في كانون الأول المقبل، ما لم يتم تجديد العمل به من قبل الكونغرس!.
فهل تحدث صفقة غير متوقعة بين دمشق وواشنطن، وتصبح حكومات العالم حرة بالمشاركة والاستثمار في سوريا؟.
يبدو هذا السيناريو مستبعداً وفق المعطيات الحالية.. لكن الحرب السورية والتكويعات التي حدثت خلالها علّمتنا أن لا شيء مستحيل في هذه الحرب!.
شاهد أيضاً: إدلب ما زالت تغلي.. جمعة جديدة من المظاهرات تهدد وجود “الجولاني” ؟!