جواكر الحرب في سوريا.. عملاء الفوضى !
“أدخِل القليل من الفوضى وأقلق النظام القائم.. كل شيء بعد ذلك سيتحول إلى فوضى.. أنا عميل للفوضى، أتعرف شيئاً عن الفوضى؟ إنها عدالة”!
هذه كانت أهم عبارات شخصية “الجوكر” في فيلم الأمريكي الشهيرThe Dark Knight، هذا “الجوكر” المجرم جعل منه الفيلم بطلاً يتعاطف معه الجمهور، حتى صار قناع هذه الشخصية التي تمجّد الفوضى والتدمير رمزاً لتظاهرات بيروت وبغداد ضد حكوماتهم!
في سوريا أيضاً.. أنجبت أحداث 2011 “جواكر” ومجرمين بأقنعة ثوار، من أمثال حجي مارع قائد “لواء التصوير”، وحسين هرموش “البطل الساذج” الذي عاش وهم “الضابط الحر” لمدة شهرين فقط، وعبد الباسط الساروت الذي انتهى به الأمر في أحضان البغدادي، و”مغني الثورة” إبراهيم القاشوش الذي لم يغني أبداً!
سنروي لكم اليوم حكاية أشخاص صنعت منهم «ميديا» الدول المعادية لدمشق أبطالاً، وهم في الأصل ليسوا سوى ثلة من المتهورين والمتطرفين الذي حقّ عليهم قول “انفشو وشوف ما أجحشو”!.
حجي مارع.. الداعية الذي نسف المئذنة!
عبد القادر الصالح أو حجي مارع، تاجر عدس من مدينة مارع شمالي حلب، وإخواني بالفطرة، نشأ في كنف أبيه الذي كان في صفوف الإخوان المسلمين، فعمل قبل أحداث 2011 تاجر حبوب وداعية.
تم التهليل للصالح في ظل الموضة الثورية التي كانت دارجة بداية الحرب السورية.. أسس “لواء التوحيد” وصبّت ملايين الدولارات عنده وعند فريقه الإعلامي ومصوره الخاص، حتى سمي التنظيم العسكري الذي يقوده بـ”لواء التصوير”!
قال الحجي في إحدى مقابلاته التلفزيونية إن هدفه “إقامة دولة إسلامية في سوريا”.. وظهر في تسجيل مصور مع عناصره وهم يحاولون نسف مئذنة الجامع الأموي الكبير أثناء اقتحامه، لكنهم فشلوا فعمدوا إلى تفجيرها لاحقاً.
حجي مارع، المجرم الوسيم، ظهر أيضاً في أحد الفيديوهات يقول لعناصره: “ظفر واحد منكم بيسوى أهل حلب كلهم”.. وما هي إلا أشهر معدودة حتى ذهب الحجي ومقاتلوه إلى الجحيم وبقيت حلب وأهلها!.
تابعونا عبر فيسبوك
حسين هرموش.. المقدّم الأضحوكة!
في حزيران 2011، ظهر المقدم في الجيش السوري حسين هرموش في مقطع فيديو يعلن انشقاقه عن الجيش السوري وتشكيل “لواء الضباط الأحرار”، وفي وقت لاحق أعلن مسؤوليته عن قتل 120 من رجال الأمن في مدينة جسر الشغور، ثم عمل على تهجير سكانها وقراها بعملية منظمة إلى تركيا في إطار الرهان على وعود تركية باستقبال المهجرين ضمن لعبة أنقرة الكبرى لتأجيج الاضطرابات في سوريا.
هرموش هجّر نفسه معهم ليعيش تحت الحماية التركية ويتلقى الوعود الكبيرة من الإخوان وعبد الحليم خدام وغيرهم من المعارضة بالدعم الذي لم يصل منه شيء؟.
باختصار.. الدعم لم يصل لأن هرموش لم يكد يلتقط أنفاسه على الأراضي التركية، ويستعد ليكون أهم عميل للفوضى في سوريا، وإذ بالاستخبارات السورية تقبض عليه بعملية نوعية بعد أقل من شهرين على انشقاقه.. أي كما يقال في سوريا بالعامية “سحبو النمل”!.
عبد الباسط الساروت.. بلبل التطرف!
هذا الصبي كان حارس كرة قدم في حمص، فانتقل من البساط الأخضر إلى الرايات السوداء، ولقبوه بـ”بلبل الثورة” فأنشد أغانٍ تقطر تطرفاً وطائفية.
أجاد “البلبل” إطلاق الدعوات لإبادة الأقليات السورية في أغانيه الثورية.. وأجاد إطلاق النار!.
ظهر الساروت في فيديو يناشد تنظيم البغدادي لضرب “الكفرة”، وكانت القشة التي قصمت ظهر “البعير الثوري” إعلان قناة الجزيرة أن الساروت بايع “داعش”!.
أحد الناشطين كتب تعليقاً ساخراً على مبايعة الساروت للتنظيم المتطرف قال فيه: ما فعله حارس الثورة أمر طبيعي فهو شاب في مقتل العمر وليس قادراً على الزواج.. بإمكان تنظيم الدولة أن يؤمن له «عيشة مرتبة» مع السبايا والجواري بالإضافة إلى صكوك الغفران من النار!
يقول العارفون بواقع الصراع في سوريا إن الساروت ليس سوى مجرد إرهابي آخر ودليل على ادعاء الحكومة بأنها كانت تقاتل طوال الوقت تمرداً جهادياً مسلحاً.
تابعونا عبر فيسبوك
إبراهيم القاشوش.. مُغنّي لم يغنّي!
تموز 2011.. أوردت قناة “العربية” السعودية خبر يقول: “نظام الأسد يُخرِس صوت مغني الثورة السورية في حماة ويقطع حنجرته”.
وانتشر مقطع فيديو على يويتوب يظهر شخص يدعى “إبراهيم قاشوش” مذبوحاً من رقبته.. وقيل حينها أن هذا الشخص هو مغني المعارضة في حماه.
وانتشر خبر وفاة “المغني المفترض”، مع موجة دعائية ضخمة ضد الحكومة تحمّلها مسؤولية قتله، وتحوّل يوم مقتله إلى ذكرى يحييها المعارضون كل سنة.
بعد أشهر بدأ ناشطون من حماه، يتداولون قصة أخرى تقول إن المغني الحقيقي في المظاهرات يدعى “عبد الرحمن فرهود” الملقب بـ”رحماني” وليس “القاشوش”!.
بعد 4 سنوات من مقتل “القاشوش” خرجت مجلة “جي كيو” البريطانية بتحقيق صادم للصحفي “جيمس هاركين” حول هذه القضية، وظهر في التحقيق مغنّي المعارضة الحموي «عبد الرحمن فرهود» ليسرد القصة الحقيقية!
“فرهود” روى للمجلة كيف بدأ كمغنّي خلال المظاهرات منذ شهر آذار. وبعد 4 أشهر رأى خبراً على التلفاز يتحدث عن مقتله، فخاف وقرر الهرب ومغادرة سوريا.
المغني الحقيقي قال: “كنت أستمع لكل هذه القنوات ولم أرغب في مقابلة أي صحفي، لن يجدي الأمر نفعاً، وأعتقد بأن نفي الخبر سيسبب لي مشاكل مع الثوار”.
ناشط محلي بمجال توثيق الانتهاكات قال إن “القاشوش” كان حارس أمن محلي وأن المعارضين قتلتوه لاعتقادهم أنه كان مخبراً لقوات الأمن السورية.
الصحفي البريطاني صاحب التحقيق قرر أيضاً يتوجه لحماه لمعرفة قصة “القاشوش”.. واستطاع أن يصل لأحد أقاربه الذي أكد أن “القاشوش” كان حارس أمن بمحطة محروقات، وأيضاً كان أمّياً لا يقرأ ولا يكتب، وأنه لم يكن يوماً لا شاعراً ولا مغنياً!.
شاهد أيضاً: “الجيش الوطني”.. عصا أنقرة الغليظة في الشمال السوري !