“الجيش الوطني”.. عصا أنقرة الغليظة في الشمال السوري !
تستمر عمليات النهب والسرقة والاستيلاء على الممتلكات في مناطق عفرين وتل أبيض ورأس العين التي تقع تحت “السيطرة” التركية، في ظل مطالبة أنقرة بالالتزام بالقانون الدولي وعدم إجراء أي تغيير ديمغرافي في المنطقة، وضمان حقوق أصحاب الأملاك والعائدين، إضافة إلى تعويضهم عن مصادرة ممتلكاتهم واستخدامها بشكل غير قانوني، وعن أي ضرر ناتج عن ذلك.
مصادر محلية أكدت أن عناصر من “فرقة السلطان سليمان شاه” عند عودتهم إلى عفرين بعد نزوحهم منها لأقل من شهرين لقرى مجاورة إثر عملية “غصن الزيتون، كانوا قد فرضوا سيطرتهم على العديد من المنازل، وعند محاولتهم الدخول منعوهم عبر استخدام القوة.
وأشارت المصادر إلى أنه وبعد أكثر من ست سنوات لا يزال عدد كبير من السكان غير قادرين على استرجاع منزلهم، بسبب الاستيلاء عليها وخطورة المنطقة وعمليات الخطف والابتزاز وغيرها من المعوقات التي تقف أمامهم، وفق قولهم.
تابعونا عبر فيسبوك
وسيطرت فصائل “الجيش الوطني”، مدعوماً بالقوات التركية ضمن معركة “غصن الزيتون”، على مدينة عفرين، عقب معارك خاضها ضد “قسد”، انتهت في 18 من آذار عام 2018، وأدت العملية العسكرية إلى نزوح أكثر من 137 ألف شخص، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة.
وعند وقوع عملية “نبع السلام” عام 2019، كان الخوف يسيطر على الجميع في مدينتي تل أبيض ورأس العين حيث كان الجميع يركض بشكل جنوني مع أصوات البكاء والصراخ، ليصبح خيار مغادرة المنطقة أمراً محتوماً لا فرار منه بالنسبة لأسر مدينة رأس العين.
الكل بادر بمغادرة منازلهم على إثر العملية إلى قرية تل تمر شمالي الحسكة في 9 من تشرين الأول 2019، لكن المفاجأة أن العديد من المنازل تم الاستيلاء عليها عنوة من قبل فصائل “الجيش الوطني”.
وقالت مصادر محلية إن عمليات الاستيلاء حصلت من قبل أشخاص كانوا يقودون سيارات تحمل رايات كتب عليها “السلطان مراد” وتعود لفرقة “السلطان مراد” التابعة لـ”الجيش الوطني”.
بعد الاستيلاء والسكن بالمنازل تم سرقة كامل أثاث المنازل ولا يعلم أصحاب البيوت حتى الآن كيف يمكنهم استرجاع ملكيتها أو إخراج المستولين على المنازل، وقال سكان محليون إنهم لم يستطعوا خلال خمس سنوات استرجاع منزلهم، خاصة أن المحاكم الموجودة بالمنطقة “غير عادلة”.
وتدار مدينتا رأس العين وتل أبيض شمالي سوريا من قبل تركيا، وتدار المؤسسات الخدمية فيها عبر مركز ولاية أورفا التركية.
وتقع رأس العين وتل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، وتحيط بهما جبهات القتال مع “قسد”، إذ يعتبر منفذها الوحيد نحو الخارج هو الحدود التركية المغلقة أمام حركة المدنيين منذ عدة سنوات، بحسب المصادر.
شاهد أيضاً : سوريا الحاضر الأكبر في الاجتماع المرتقب بين بوتين وأردوغان ؟!