“الحرب صارت خلفنا”.. ماذا تعني التطورات الأخيرة في سوريا ؟!
شهدت سوريا مؤخراً إعادة هيكلة عسكرية وأمنية واقتصادية وانفتاح سياسي على محاولات التقارب القادمة من تركيا وأوروبا، إضافة لحرب متصاعدة على المخدرات ومروجيها، ناهيك عن إقرار جدول زمني لتسريح “الاحتياط” في الجيش السوري.
التحركات رافقها تحركات أخرى اقتصادية، بدأت باستبدال الدعم الحكومي بـ”بدل نقدي”، ما جعل الجميع إلى القول في سوريا “إن الحرب صارت خلفنا”.
انتهت الحرب بشكلها التقليدي منذ عام 2020، حين تحرك الجيش السوري باتجاه إدلب وسيطر على ثلث مساحة المحافظة الشمالية، وتطورت الأحداث إلى مواجهة عسكرية بين سوريا وتركيا، انتهت باتفاق على وقف إطلاق النار وإعلان منطقة “خفض التصعيد”.
وعلى ما يبدو فإن مرحلة جديدة بدأت ترسم معالم بداية النهاية للحرب، انطلقت مع المبادرة الأردنية “خطوة مقابل خطوة” للحل في سوريا، وتصالح دمشق مع العرب وعودتها إلى جامعة الدول العربية في أيار عام 2023.
تابعونا عبر فيسبوك
لكن التحرك الأكثر بروزاً هو ما جرى من قبل أنقرة لتطبيع العلاقات قبيل الانتخابات الرئاسية التركية، إلا أن هذه التحركات توقفت لأشهر ثم عادت مع وسطاء جدد حركوا المياه الراكدة، وسط تحرك أوروبي نحو دمشق على المستوى الأمني.
وبدأت تتطور هذه التحركات لمرحلة وصلت فيها إلى المستوى السياسي، فعديد الدول الأوروبية أخذت بتنفض الغبار عن سفاراتها في سوريا مثل التشيك واليونان.
دمشق في ظل كل تلك المتغيرات، أعلنت عن تغييرات كبيرة في هيكليتها الأمنية والعسكرية، وأطلقت حرباً مكثفة لمكافحة تهريب المخدرات، ووضعت جدولاً زمنياً لتسريح “الاحتياط” في قوات الجيش السوري، ثم أعلنت استبدال الدعم الحكومي بـ”البدل النقدي”.
وأشار مراقبون إلى إن “سياسيات التوجه للدعم النقدي قد تكون ضمن سياق أوسع محتمل الحدوث مرتبط بشكل جديد من الدعم الأممي لسوريا يعتمد على المساعدات النقدية”.
فيما أكد غالبية المراقبون أن “سوريا وحلفاؤها وخصومها الحاليون والسابقون يتحضرون للمرحلة القادمة، هي مرحلة ما بعد الحرب”.
شاهد أيضاً : “النهاية المحتملة”.. “قسد” تتوجس خوفاً من عودة العلاقات بين سوريا وتركيا ؟!