التطبيع مع سوريا بعين الصحافة التركية.. كيف بدت الآراء ؟!
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبصورة سريعة انتقل من ترحيبه بعودة العلاقات مع سوريا، إلى الإعلان عن نيته توجيه دعوة لنظيره السوري بشار الأسد لزيارة تركيا. عبر تصريحاته الأخيرة يوم الجمعة الفائت، إضافة لكلامه الأخير عن انتظاره خطوة سورية ليقابلها بأخرى مماثلة، ليجتمع بالأسد، بمعزل عن المكان.
وفي انتظار الإفصاح عن طبيعة الخطوة السورية المأمولة، والتي ربّما تكون موافقة دمشق على اقتراح أنقرة “التعهُّد الشفهي”، بضمانة روسية، بالانسحاب من سوريا، بعدما كان التعهّد المكتوب هو الشرط المسبق الذي يضعه الرئيس الأسد للقاء نظيره أردوغان، تتواصل التحليلات التركية حول ملفّ التطبيع بين البلدَين، والذي يختزن الكثير من التعقيدات الإقليمية والدولية، وفي الوقت ذاته الآمال في تفكيكها تدريجيّاً.
وفي هذا الشأن كتبت صحيفة “جمهورييات” التركية المعارضة: “منذ سنوات، ونحن ندعو إلى انسحاب تركيا من سوريا والدفاع عن وحدة الأراضي السورية، لكنّ الآخرين كانوا يقولون إن الأراضي التي دخلتها تركيا هناك، أصبحت لها، وأسّست فيها إدارة محلية، ووفّرت خدمات البريد، فيما تواصل عمليات الدمج ولا داعي للانسحاب”.
وتابعت الصحيفة، “الآن، بعد 13 عاماً، يأتي أردوغان من ألمانيا ليقول إنه يريد العودة إلى ما كانت عليه العلاقات، والاجتماع إلى الأسد كعائلة! أَلَم يفت الأوان سيّدي الرئيس؟ لقد أصبح العداء اسماً للخسائر الكبيرة”، مستدركةً بأن “الاستيقاظ من الحلم وبدء العودة إلى السياسة الواقعية أمر جيّد بلا شكّ”.
تابعونا عبر فيسبوك
وأشادت الصحيفة على أن “اعتراف الحكومة بمصدر المشكلة، لا الوقوف عند نتائجها، يمكن أن ينقذنا من الفخّ، وذلك من خلال العمل الجدّي على التطبيع”، الذي سيؤدّي، بحسبها، إلى “سيطرة سورية على كامل أراضيها، والقضاء على احتمال الدولة الكردية هنا، و تصفية التنظيمات الجهادية التي أُرسلت لإسقاط الأسد، وحل الجيش السوري الحر، وأخيراً عودة اللاجئين إلى سوريا”.
أما صحيفة “يني شفق” الموالية علّقت على الأخبار المتداولة حول العلاقات التركية – السورية بالقول، إن “سياسة تركيا عبر التاريخ الحديث، كانت تعتمد على مبدأ التوازن، منذ أواخر الدولة العثمانية، حيث جرى الاستنجاد بحلف شمال الأطلسي لمواجهة التهديدات السوفياتية، بعد الحرب العالمية الثانية”.
وأضافت الصحيفة، أنه “مع تفكّك الاتحاد السوفياتي، فقد النظام العالمي توازنه بفقدان القدم السوفياتية، وكان ذلك بداية ظهور الخطر الكردي وتأسيس الدولة الكردية في العراق، وهو ما لم تتنبّه إليه تركيا، فكانت مساعداً على ذلك في شمال العراق، ثم في بداية الربيع العربي، اعتقدت أنها ستنال حصّة من النهب الرخيص للعراق والمنطقة”، بحسب الصحيفة.
لكن وبحسب الصحيفة، “حصل العكس، ونقلت الحركة الكردية مركزها من تركيا إلى سوريا برعاية أمريكا وبذريعة تنظيم الدولة”.
فيما وجدت صحيفة “صباح” الموالية، فترى أن “الظروف الإقليمية المتغيّرة، والتهديدات بحرب عالمية، كانت تضغط على روسيا وإيران للمصالحة بين تركيا وسوريا”.
ويقول عبد القادر سيلفي، المقرّب من أردوغان، بدوره، إن “مكوك العلاقات بين تركيا وسوريا كبير، ولكن يجب البدء من نقطة ما”.
ويضيف سيلفي أن المصالحة بين تركيا وسوريا “ستخفّف الحصار الذي تواجهه سوريا “.
ويتابع أن “تركيا وسوريا تحتاجان إلى التعاون في مسألة منع قيام كيان كردي، وفي حال خطا أردوغان والأسد خطوة في هذا الإطار، فسيشكلان معادلة جديدة، وسيبدأ إنشاء سوريا الجديدة”.
شاهد أيضاً : مسؤول تركي: مخطط استخباراتي لمنع حصول لقاء الأسد وأردوغان ؟!