هل عاد التطبيع بين دمشق وأنقرة إلى “نقطة الصفر” ؟!
تصريحات أدلى بها مؤخراً وزير الدفاع التركي يشار غولر، أثارت جدلاً واسعاً، حيث وصفها خبراء بأنها قد “تعيد مسار عودة العلاقات مع دمشق إلى نقطة الصفر”.
وأشار غولر إلى أن أنقرة “لن تناقش مسألة انسحاب قواتها من سوريا، إلا بعد الاتفاق على دستور جديد، وإجراء انتخابات، وتأمين الحدود”، وهو ما يتعارض مع المطلب الأساسي لدمشق، الذي يتمثل في انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية بالكامل.
صحيفة “الشرق الأوسط” نقلت عن مصادر مطلعة تعليقها على تصريحات غولر، موضحة أن هذه التصريحات “تعكس الموقف التركي الحالي، وتوضح المسار الذي تتبعه أنقرة لإعادة العلاقات مع دمشق”.
وأكدت المصادر أنه “يمكن مناقشة جميع القضايا على طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة”، مشيرة إلى أن “هناك وعياً مشتركاً بين الطرفين بهذا الشأن”.
تابعونا عبر فيسبوك
تصريحات غولر الأخيرة، جاءت بعد لقاء وزير الخارجية التركي، حقان فيدان، مع عدد من “قادة المعارضة السورية”، ما “يعكس تعقيد الموقف التركي”، بحسب محللين.
وأضاف المحللون أن “بعض الشخصيات في المعارضة التركية، مثل مسؤولي حزب الشعب الجمهوري، يطالبون أنقرة بتسريع جهود المصالحة مع دمشق، إذا كانت جادة في مواقفها ضد إسرائيل ودعمها للقضية الفلسطينية”.
وعلق محللون آخرون بالقول: إن “هذه التصريحات قد تضيف عقبات جديدة أمام مسار المصالحة بين سوريا وتركيا”.
وأوضح المحللون أن “تركيا تبدو حريصة على عدم إغضاب الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين في أي خطوة تتعلق بالوضع في شمال سوريا، وخاصة فيما يتعلق بمنطقة شرق الفرات”.
وفي هذا السياق، أشار البعض إلى “تصريحات غولر حملت رسائل بشأن احتمالية انضمام تركيا إلى منظمة شانغهاي للتعاون، خاصة أنه أكد أن الأولوية لتركيا هي الالتزام بتعهداتها مع حلف شمال الأطلسي الناتو وتعزيز تعاونها مع حلفائها هناك، وأن تركيا تسعى لضمان قوة وعزيمة الحلف الأطلسي”.
يجدر بالذكر أن تركيا تبرر وجودها العسكري في شمال سوريا بـ”حماية أمنها القومي من الوحدات الكردية، التي تصنفها كمنظمات إرهـ.ـابية”.
وفي 15 تموز 2024، أكد الرئيس السوري بشار الأسد في تصريحات صحفية أن سوريا ما زالت متمسكة بالتزاماتها بشأن أمان الحدود ومكافحة الإرهـ.ـاب، مشدداً على ضرورة معالجة السبب الذي أدى إلى تدهور العلاقات بين البلدين منذ 13 عاماً.
شاهد أيضاً : عصابات قنديل.. الفرع السوري !