بركان دمشق.. حين فشلت أضخم عملية لإسقاط الحكم في سوريا
الزمان: 6 تموز 2012، المكان: باريس، المناسبة: مؤتمر أصدقاء سوريا، المشاركون: نحو 100 دولة.
في هذا المؤتمر طلب المؤتمرون من وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم توخّي المرونة في لغة البيان الختامي وألا يطالب بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد على الفور.
حينذاك قال بن جاسم للمجتمعين “إنه لا فرق لدينا في لغة البيان ولا في محتواه، لأن الرئيس الأسد لن يكون بأي حال في القصر الجمهوري عندما يحل شهر أيلول” بحسب صحيفة السفير.
ظهرت فكرة تحالف “أصدقاء الشعب السوري” بعد استخدام روسيا والصين حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن ضد قرارات تشرعن التدخل العسكري الخارجي في سوريا، على غرار ما حدث في ليبيا.. فجاء التحالف ليكون بديلاً، ويستعد لمباركة عملية أمنية كبيرة اعتقد خصوم سوريا أنها ستسقط نظام الحكم في دمشق.
عقد “الأصدقاء” 3 مؤتمرات في 2012.. الأول في تونس والثاني في إسطنبول.. لم تتضمن بيانات هذين المؤتمرين أية إشارة إلى استخدام القوة ضد سوريا، حتى جاء موعد المؤتمر الثالث خلال شهر تموز في باريس، حينها تغيّرت اللهجة جذرياً، وأطلقت العنان لأضخم عملية أمنية وعسكرية ضد سوريا!.
صدر بيان باريس.. وكانت أهم قراراته: الدعوة إلى رحيل الأسد، والدعوة إلى قرار ملزم بشأن سوريا تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
في هذا المؤتمر بالذات قال حمد بن جاسم للمجتمعين إن “الرئيس الأسد لن يكون في القصر الجمهوري عندما يحل شهر أيلول”!.
وتقول صحيفة “السفير” اللبنانية إن ديبلوماسياً فرنسياً استوقف صحفييَن، أحدهما فرنسي والآخر عربي، خلال مؤتمر باريس، ونصحهما بالتأني في حزم حقائب عطلة الصيف المقدسة، لأن حدثاً كبيراً ينتظر تموز!.
تابعونا عبر فيسبوك
فما الذي حدث بالضبط؟
بعد مرور نحو أسبوع على مؤتمر باريس، ومع بزوغ شمس الـ15 من تموز على مدينة دمشق، أطلقت مجموعات المعارضة المسلحة هجوماً مباغتاً على المدينة من الجهة الجنوبية، وأعطت العملية اسماً هو “بركان دمشق وزلزال سوريا”!.
وبينما كان الجيش السوري يصدّ هجمات المعارضة المسلحة، وفي ظهيرة اليوم الرابع للهجوم، دوّى انفجار هائل في مبنى الأمن القومي السوري بدمشق، أودى بحياة خلية إدارة الأزمة وهم: رئيس الخلية العماد حسن تركماني ووزير الدفاع داوود راجحة ونائبه آصف شوكت ورئيس مكتب الأمن القومي هشام بختيار.. ولم ينجو إلا وزير الداخلية محمد الشعار.
بحسب مصادر لصحيفة “السفير” اللبنانية، تولّى قسم مكافحة الإرهاب في المخابرات الأمريكية منذ بداية 2012 التحضير للعملية.
كانت قيادة العملية تتم من مقر في إنطاكيا التركية، أما الجزء المنفذ فكان يعمل من منطقة الزبداني عن طريق مسؤول أمني لبناني سابق.
بحسب معلومات عربية، تم تفخيخ مقر مكتب الأمن القومي بعد تجنيد مرافق لأحد المسؤولين السوريين، وإدخاله أقراص “سي 4” الشديدة الانفجار وزرعها في المبنى.
توّلت الفضائيات الخليجية عملية ضخ أخبار مفبركة عن انشقاقات كبيرة مرافقة للعملية، ومقتل قادة كبار آخرين، وعمليات هروب لشخصيات اعتبارية من سوريا.
حتى أن الروس وقعوا في فخّ الحدث، وسمحوا للأمريكيين بإصدار بيان عن اتصال هاتفي بين بوتين وأوباما يقول إن الرئيسين “اتفقا على ضرورة دعم حصول عملية انتقال سياسي في سوريا بأسرع وقت ممكن”.
ملك الأردن عبد الله الثاني، ورغم كونه في المعسكر المعادي لدمشق، فقد كان الوحيد الذي خرج بتصريح يبدد فيه أحلام العملية الضخمة، حين قال إن الضربة هزت أركان الدولة “لكن الأسد لن يسقط”!.
فشلت العملية فعلاً، ولم تؤتي جهود خصوم دمشق ثمارها، وحينذاك قال مسؤول فرنسي إن الأمريكيين “أبلغوا الجميع أنهم قاموا بما عليهم وأن لا سبيل فعلاً للقيام بأي محاولة أخرى”!.
شاهد أيضاً: روسيا تدعم بقوة.. أين وصل مسار إعادة العلاقات بين سوريا وتركيا ؟!