ما علاّقة “الجولانيّ” بالأحداث الّتي تشهدها درعا جنوب سوريّا ؟!
6 سنوات مرت على عودة السيطرة السورية على درعا، عبر تسوية سمحت للمسلحين بالخروج إلى الشمال أو البقاء تحت ظروف معينة بوساطة روسية، إلا أن المنطقة وبعد مرور تلك المدة لا تزال تعاني من اضطرابات تتصاعد بشكل ملحوظ بالتوازي مع التطورات السياسية في الملف السوري عموماً، وبالأخص في سياق المساعي الروسية لإعادة فتح القنوات بين دمشق وأنقرة.
في اليومين الماضيين، شهدت درعا حادثتين منفصلتين. الأولى استهدفت موكب محافظ درعا وقائد شرطة المحافظة ومسؤولين آخرين، حيث انفجرت عبوة ناسفة أثناء مرورهم على الطريق الواصل بين علما وخربة غزالة، مما أسفر عن إصابة عدد من أفراد الأمن المرافقين للموكب.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها موكب المحافظ للهجوم، فقد تعرض موكبه لانفجار مشابه قبل نحو عام على طريق دمشق – درعا، مما أسفر عن إصابة أحد مرافقيه، وفق مصادر محلية.
تابعونا عبر فيسبوك
الحادثة الثانية استهدفت قوة تابعة للأمن السياسي بالقرب من جسر صيدا، حيث فتح مسلحون النار عليهم أثناء توجههم إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن، مما أدى إلى مقتل ثلاثة عناصر نعتهم وزارة الداخلية السورية في بيان رسمي.
تأتي هذه الهجمات بعد حوالي 3 أسابيع من تنفيذ عملية أمنية في منطقة حوض اليرموك في درعا، والتي أسفرت عن اعتقال 17 شخصاً مرتبطين بـ”هيئة تحرير الشام”، وفق مصادر محلية.
ووفقاً للمصادر فإن “هذه الهجمات تهدف في المقام الأول إلى صرف الانتباه عن الوضع في الشمال السوري الذي تسيطر عليه هيئة تحرير الشام تحت قيادة أبو محمد الجولاني، حيث تشهد المنطقة الشرقية صراعاً بين فصائل متعددة”.
وعلى الرغم من عودة الهدوء إلى درعا بعد سنوات من النزاع، إثر تسوية عام 2018 وتحديثاتها في 2021 التي أعادت سلطات القانون إلى العمل، تعاني المحافظة من حالة معقدة، إذ تواصل بعض الفصائل، التي كانت قد وقعت على المصالحة، نشاطها، بينما انضمت فصائل أخرى إلى السلطات السورية لفرض الأمن، وفق مراقبين.
وأضاف المراقبون، أن “هناك مناطق من درعا تسودها حالة من الفراغ الأمني، مما ساهم في تنامي عمليات تهريب المخدرات عبر الحدود الأردنية، وهو ما تحاول السلطات السورية مكافحته من خلال عمليات تمشيط واعتقالات”.
وتشير المصادر الميدانية إلى أن “السلطات السورية تتابع نشاط بعض الجماعات التي يُعتقد أنها لا تزال مرتبطة بهيئة تحرير الشام، بالتعاون مع فصائل محلية نجحت في الماضي في القبض على أفراد مرتبطين بالهيئة وتنـ.ـظيم الدولة، الذي لا يزال يملك خلايا نائمة في الجنوب السوري”.
وتأتي هذه الاضطرابات في وقت يعاني فيه “الجولاني” من ضغوط مضاعفة، بسبب التقارب الجديد بين سوريا وتركيا والذي تأمل روسيا أن يثمر قريباً، بالإضافة إلى تصاعد المعارضة له ولجماعته في إدلب، كما تجلى في التظاهرات الأخيرة في إدلب التي تطالب برحيل “الهيئة”، وهي جزء من النشاط المناوئ لـ”الجولاني” المستمر منذ بداية العام الحالي.
شاهد أيضاً : ليلة مشتعلة.. عدوّان “إسرائيلي” واسع النّطاق في سوريّا ؟!