السيناريو الثالث في سوريا.. حين غيّر غزو العراق كل شيء! (فيديو)
وصل الرئيس السوري بشار الأسد إلى السلطة صيف عام 2000، رحّب الغرب برئيس سوريا الجديد، وسعت واشنطن إلى الحصول على فرصة لتحسين العلاقات مع دمشق، لكن ما حدث لاحقاً دمّر كل الفرص، وصار لا بدّ لأمريكا من إسقاط نظام الحكم في دمشق بأي ثمن!.
بعد وفاة الرئيس الراحل حافظ الأسد بـ3 أيام، حطّت طائرة وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك مادلين أولبرايت على رأس وفد أمريكي في دمشق لحضور الجنازة وتقديم العزاء.
قبيل ساعات من إقلاع طائرة أولبرايت إلى دمشق سأل الصحفيون الوزيرة: بما أن واشنطن تدرج سوريا كدولة «تروج للإرهاب» – في إشارة إلى دعمها للمقاومة في لبنان وفلسطين – فهل من المناسب حقاً أن تزوري هذا البلد؟.
ردّت أولبرايت بأنها منخرطة في المساعدة بعملية سلام شامل وستواصل القيام بذلك.. وأعربت عن أملها في أن يواصل الأسد عملية السلام.
في العاصمة السورية، أمضت أولبرايت مع الأسد نحو 15 دقيقة على هامش العزاء، وبدا أن الإدارة الأمريكية تسير بخطى إيجابية نحو دمشق.
وقعت أحداث الـ11 من أيلول عام 2001.. وتغيرت السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط جذرياً.
في البداية لم يدرج بوش الابن سوريا ضمن ما أطلق عليه آنذاك بـ«الدول المارقة»، وكبادرة حسن نية قدمت سوريا للولايات المتحدة معلومات عن شبكات إرهابية.. إلى أن قررت أمريكا غزو العراق.
اتخذ الأسد موقفاً قيادياً في المنطقة ضد أمريكا، وأطلق نداءات حادة اللهجة تعارض غزو العراق.. ونتيجة لذلك تدهورت العلاقات بين واشنطن ودمشق.
آذار عام 2003.. وصف وزير الخارجية الأمريكي كولن باول القوات السورية في لبنان بـ”جيش احتلال”، وفي وقت لاحق أعلن أنه ينبغي على سوريا أن تضع حدّاً لـ”دعمها المباشر للمجموعات الإرهابية ونظام صدام حسين المحتضر”!.
بعد 3 أيام بالضبط من دخول القوات الأمريكية إلى بغداد حرك الكونغرس مشروع «قانون محاسبة سوريا»، ثم أصبح قانوناً في أواخر العام نفسه بعد أن وقعه بوش.
قانون العقوبات هذا اشترط الانسحاب السوري من لبنان ووقف دعم المقاومة وتطوير برنامج أسلحة دمار شامل.. وكان الشرط الأهم تحقيق تقدم في «المفاوضات الهادفة إلى التوصل إلى اتفاق سلام بين “إسرائيل” وسوريا»! .
أيلول 2004.. عملت أمريكا وفرنسا معاً من أجل صدور قرار في مجلس الأمن يحمل الرقم 1559 وينص على انسحاب سوريا من لبنان.
مع اغتيال الحريري عام 2005 زادت حدة التشنجات وتم الضغط على سوريا لإخراج قواتها من لبنان، وانسحبت فعلاً.
مؤسسة “كارنيغي” الأمريكية طرحت عام 2006 في بحث لها 3 سيناريوهات مستقبلية لما بعد القرار 1559 وخروج سوريا من لبنان والضغوط الغربية، ودور كل ذلك بانهيار نظام الحكم في سوريا من الداخل.
السيناريو الأول: بقاء نظام الحكم في سوريا حيث يمكن أن تصمد دمشق أمام هذه الضغوط الكثيرة، بسبب مشاعر العداء بين السوريين تجاه أمريكا، حيث ستؤدي الضغوط الأمريكية إلى ترسيخ القومية السورية وزيادة الدعم الشعبي للقصر الجمهوري.. وهذا ما حدث بالذات في تلك الفترة.
تابعونا عبر فيسبوك
السيناريو الثاني: إعادة صوغ النظام عبر انقلاب عسكري داخلي
بحث المؤسسة الأمريكية اعتبر أن العوائق التي تعترض تنفيذ انقلاب داخلي كبيرة.. وفعلاً لم يحدث في ذلك الوقت أو ما تلاه أية محاولة انقلابية في سوريا.
السيناريو الثالث: انهيار النظام
قبل أحداث 2011 بخمس سنوات، رأت مؤسسة “كارنيغي” أن الانهيار الكامل للنظام باحتجاجات داخلية يجب أخذه في عين الاعتبار.
يقول البحث إن ما يزيد احتمالية انهيار الدولة هو اقتناع المعارضين بأن أيام النظام معدودة، وتحفيزهم بأنهم سيكسبون دعماً دولياً.
البحث وصف مجموعات المعارضة بالضعيفة والمنقسمة بحكم الانقسامات المناطقية والانشقاقات المذهبية والعداوات الشخصية.. لكنه لفت إلى مصدر المعارضة المحتمل الأخير وغير المدرَك جيداً وهو القادة المحليون داخل سوريا ذوو الميول الإسلامية المتطرفة.. ورأى أن هؤلاء سيصبحون قوى التعبئة الأكثر نفوذاً، إذا بدأت الحكومة تفقد السيطرة.
هذا السيناريو تنبأ بأن ضعف نظام الحكم أو تغييره قد يحفز العنف المذهبي، وحتى الحركات الانفصالية في مناطق مثل الشمال الشرقي الكردي.
عام 2011.. اندلعت شرارة أحداث مأساوية في سوريا، وكان في واجهة الطرف المناهض لنظام الحكم مجموعات متطرفة مسلحة، بدعم من أمريكا وحلفائها في المنطقة، حفزت هذه المجموعات العنف المذهبي، فيما نشطت حركة انفصالية كردية في شمال شرق البلاد أطلقت على نفسها في البداية اسم وحدات حماية الشعب، ثم صار اسمها “قسد” بمباركة وغطاء أمريكي! .
ولا تزال تداعيات غزو العراق لذي دمّر كل الفرص للتقارب بين دمشق وواشنطن مستمرة!.
شاهد أيضاً: أمريكا ترفع سلاح الرفض مجدداً بوجه “قسد” .. والسبب ؟!